للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَمِيمَةً فَقَطَعَ الرَّجُلُ التَّمِيمَةَ، فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ثُمَّ قالَ: مَنْ عَلَّقَ فَقَدْ أَشْرَكَ. رواه أحمد والحاكم واللفظ له، ورواة أحمد ثقات.

[التميمة] يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات، واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة، إذ لا مانع إلا الله، ولا دافع غيره. ذكره الخطابي.

٣ - وَعَنْ عِيسَى بْنِ حَمْزَةَ قالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ حَكِيمٍ وَبِهِ حُمْرَةٌ فَقُلْتُ أَلاَ تُقَلِّقُ تَمِيمَةً؟ فَقَالَ: نَعُوذُ باللهِ مِنْ ذَلِكَ، قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ عَلَّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ (١). رواه أبو داود والترمذي إلا أنه قال:

فَقُلْنَا: أَلاَ تُعَلِّقُ شَيْئاً؟ فَقَالَ: الْمَوْتُ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ (٢). وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

٤ - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أَبْصَرَ عَلى عَضُدِ رَجُلٍ حَلَقَةً، أُرَاهُ قالَ: مِنْ صُفْرٍ (٣)

فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا هذِهِ؟ قالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ. قالَ: أَمَا إِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْناً (٤) انْبِذْهَا عَنْكَ (٥)، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ (٦). أبداً. رواه أحمد وابن ماجة دون قوله: انْبِذْهَا إلى آخره، وابن حبان في صحيحه وقال: فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ وُكِلْتَ إِلَيْهَا. والحاكم وقال: صحيح الإسناد


(١) أسند إليه وحرم من حفظ الله له: أي تركه الله لهذا الشيء وسلب منه إعانته ورأفته ورحمته.
(٢) حب الموت أفضل من تعليق شيء.
(٣) من صفر، وفي رواية وفي يده خاتم من صفر فقال ما هذا قال هذا من الواهنة.
الواهنة: عرق يأخذ في المنكب، وفي اليد كلها فيرقى منها، وقيل هو مرض يأخذ في العضد، وربما علق عليها جنس من الخرز يقال له خرز الواهنة، وهي تأخذ الرجال دون النساء، وإنما نهاه عنها لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه من الألم فكان عنده في معنى التمائم المنهي عنها أهـ نهاية.
ولقد حدثتني سيدة وأعتقد صدقها وإخلاصها لربها أن رزقت بأولاد فيموتون فرأت في منامها أن جمعت كل هذه الأشياء التي كانت تعلقها على أولادها بعد موت بنت لها خامس خمسة ورمتها في البحر وتقول زال الشر. زال الشر. زال الشر. الشر راح.
(٤) ضعفاً. لماذا لأن الثقة بالله ممنوعة، وهو تعالى الواقي الحافظ [فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين (٦٤)] من سورة يوسف.
(٥) اطرحها.
(٦) لم تفز بنعيم الجنة، لماذا؟ لضعف الإيمان بالله تعالى، واعتقاد تأثير الحلقة في منع المرض والله تعالى وحده النافع الضار.

<<  <  ج: ص:  >  >>