للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ (١)، وَتَشْمِيتُ (٢)

الْعَاطِسِ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة.

حقوق المسلم على المسلم

٢ - وفي رواية لمسلم: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ (٣) قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ (٤)، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ (٥)، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ (٦) فانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ (٧)، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ (٨)، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبعْهُ (٩). ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه.

٣ - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ (١٠) فَلَمْ تَعُدْنِي؟ قالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلْمَتْ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ (١١). يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمنِي؟ قالَ: يَا رَبِّ


(١) الذهاب إلى وليمة عرس: أي زواج، لأن فيها إشهاراً للنكاح على سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) الدعاء بالخير والبركة، يقال: شمت فلاناً وشمت عليه تشميتاً فهو مشمت واشتقاقه من الشوامت وهي: القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك، أهـ نهاية. يعلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء عليها العمران، وكسب المحبة وجلب الألفة والمودة ومعين التعاون والصفاء وعنوان الإخلاص والوفاء:
أ - أن ترد السلام على من سلم عليك.
ب - أن تزور المريض.
جـ - أن تساعد على تشييع الميت ودفنه وتحزن لفقده.
د - أن تذهب إلى مكان أفراحه وتعلن شعائر الدين معه وتفرح لفرحه.
هـ - أن تدعو له بالخير إذا عطس، وفي الجامع الصغير: خمس من الخصال، والحق يعم وجوب العين والكفاية والندب، رد السلام فرض عين من الواحد وفرض كفاية من جماعة يسلم عليهم، وأما عيادة المريض المسلم فهي واجبة حيث لا متعهد له، وإلا فمندوبة واتباع الجنائز، فهو فرض كفاية وإجابة الدعوة إلى وليمة العرس فتجب فإن كانت لغيرها ندبت، وتشميت العاطس والدعاء له بالرحمة إذا حمد الله وعطف السنة على الواجب جائز مع القرينة قال بعضهم: ولا يضيع حق أخيه بما بينهما من مزيد المودة. ولما قدم الحريري من الحج، وكان صديق الجنيد بدأ به الحريري قبل دخوله منزله، فسلم عليه ثم ذهب لمنزله فلم يستقر إلا والجنيد عنده فقال: إنما بدأت لئلا تجيء. فقال: هذا حقك وذاك فضلك. وقال الحفني: من حق المسلم إكرامه ودفع الأذى عنه والتوسيع له في المجلس. أهـ ص ٢١٢ جـ ٢.
(٣) من الخصال المحمودة.
(٤) قل السلام عليكم ورحمة الله ندبا.
(٥) إذا طلبك لفرح فاذهب إليه وجوباً لزواج، وندباً لغيره.
(٦) طلب منك الإرشاد والهداية فأرشده وجوباً، وكذا يجب النصح وإن لم يستنصحه.
(٧) أن تقول له: يرحمك الله ندبا.
(٨) زره في مرضه.
(٩) اذهب إليه وساعد في دفنه وكن مع أهله حتى يصلى عليه ويدفن. مكارم أخلاق يا رسول الله ترشد أمتك إلى ما فيه الخير والمحبة ليعيشوا في سرور واتحاد وتواد.
(١٠) قال النووي: أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى. والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له. أهـ.
(١١) وجدت ثوابي وكرامتي وفيه إشارة إلى أكثرية أجر العيادة، إذ قال: وجدتني عنده، =

<<  <  ج: ص:  >  >>