وفي شرح العيني: ما حق، لكمة ما معنى ليس. ليلتين، أي لا ينبغي له أن يمضي عليه زمان، وإن قليلاً إلا ووصيته مكتوبة. وقال النووي: والحاصل أن ذكر الليلتين أو الثلاثة لرفع الحرج لتزاحم أشغال المرء التي يحتاج إلى ذكرها، ففسح له هذا المقدار ليتذكر ما يحتاج إليه. ذكر ما يستفاد منه: الحث على الوصية. وجواز الاعتماد عل الكتابة والخط ولو لم يقترن ذلك بالشهادة. والندب إلى التأهب للموت والاحتراز قبل الفوت. لأن الإنسان لا يدري متى يفجأه الموت، ويستدل بقوله: شيء أو له مال على صحة الوصية بالمنافع أهـ ص ٢٩ جـ ١٤. (١) والمعنى وصية الرجل ينبغي أن تكون مكتوبة عنده، وإنما ذكره بهذه الصورة، قصداً للمبالغة وحثاً على كتابة الوصية. عيني. (٢) طريق واضح ولم يترك منازعات وقضايا لأهله وسهل التقاضي وبين ماله أو عليه. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد المسلمين إلى اليقظة والحذر وتقييد الديون التي عليهم والأموال التي خرجت من أيديهم سلفة حتى إذ طرأ الموت ارتاح ضميره وانشرح صدره لخلوه من حقوق الناس وأدى ما عليه أمام الله ببيان ما تعلق بذمته حتى ينجو من الحساب. والوصية في الشرع تمليك مضاف إلى ما بعد الموت، وسميت وصية لأن الميت يصل بها ما كان في حياته بما بعد مماته، وتطلق شرعاً أيضاً على ما يقع به الزجر عن المنهيات والحث على المأمورات وأورد البخاري في كتاب الوصايا قول الله تبارك وتعالى [كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم. فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم]. =