للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُنَّةٍ (١) وَمَاتَ عَلَى تُقىً (٢) وَشَهَادَةٍ (٣)، وَمَاتَ مَغْفُوراً لَهُ. رواه ابن ماجة.

٣ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَاتَ فُلانٌ. قالَ: أَلَيْسَ كَانَ مَعَنا آنِفاً (٤)؟ قالُوا: بَلى، قالَ: سَبْحَانَ اللهِ كَأَنَّهَا أَخْذَةٌ عَلى غَضَبٍ (٥). الْمَحْرُومُ (٦) مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ. رواه أبو يعلى بإسناد حسن.

ورواه ابن ماجة مختصراً قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ.

٤ - وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: تَرْك الْوَصِيَّةِ عَارٌ في الدُّنْيَا وَنَارٌ وَشَنَارٌ (٧) في الآخِرَةِ. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.

٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ أَوِ الْمَرْأَةَ بِطَاعَةِ اللهِ سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ في الْوَصِيَّةِ، فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ ثُمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: [مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ] (٨) حَتَّى بَلَغَ: [وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعظِيمُ]. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة، ولفظه:


= قال العيني: كان ذلك واجباً ونسختها آية المواريث المقررة فريضة من الله تعالى يأخذها أهلوها حتماً من غير وصية ولا تحمل أمانة الوصي كما قال صلى الله عليه وسلم "إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، فيستحب أن يوصي لأقاربه الذين لا ميراث لهم من الثلث استئناساً بآية الوصية، بالمعروف أي بالرفق والإحسان. وقال الحسن: المعروف أن يوصي لأقربائه وصية لا يجحف بورثته من غير إسراف ولا تقتير (حقاً) أي واجب على المتقين الذين يتقون الشرك. أهـ ص ٢٧ جـ ١٤".
(١) شريعة ممهدة منورة.
(٢) خوف من الله جل وعلا.
(٣) بيان حقوق واضحة. ولقد توليت وصاية تركة مات عائلها بلا بيان ما عليه أوله فزاد الطلب وكثرت القضايا والمنازعات ووقعنا في حيص بيص لولا لطف الله وعنايته بنا سبحانه.
(٤) الآن، ومنه "أنزلت علي آنفاً" وروضة أنف: جديدة النبت لم ترع.
(٥) كان الموت أخذه على كره بغتة.
(٦) قال المناوي: قاله لما قيل له هلك فلان الحديث أهـ، أي المحروم من الثواب والأجر العظيم المقصر في بيان ماله أو عليه المهمل في توضيح المطلوب منه.
(٧) خزي وفضيحة، وفي الجامع الصغير عار عيب، وشنار أقبح العيب والعار أهـ. والمعنى إذا مات الميت ولم يوضح الذي في ذمته مر الديون أو الأمانات المسندة إليه في حياته ذمه الناس وسلقوه بألسنة حداد وسبوه وعدوا عليه بالسخط والغضب، يؤتى يوم القيامة يعذب أشد العذاب ويؤتى على رؤوس الأشهاد لينال الفضيحة والألم من جراء كتمانه ما كان عنده.
(٨) وصية من الله والله عليم حليم (١٠) تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري =

<<  <  ج: ص:  >  >>