للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: لأَنْ يَتَصَدَّقَ الْمَرْءُ في حَيَاتِهِ وَصِحَّتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِمِائَةٍ (١) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن شرحبيل بن سعد عن أبي سعيد.

١٠ - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ مَوْتِهِ كَمَثلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه إلا أنه قالَ:

مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ عِنْدَ مَوْتِهِ مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَ مَا يَشْبَعُ. ورواه النسائي، وعنده قالَ: أَوْصَى رَجُلٌ بِدَنَانِيرَ في سَبِيلِ اللهِ فَسُئِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَحَدّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، قالَ: مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ وَيَتَصَدَّقُ عِنْدَ مَوْتِهِ مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَ مَا شَبِعَ (٢).


(١) المعنى ثواب إنفاق درهم في حال الصحة والنضارة والقوة أكثر من إنفاق مائة في الموت وبعده، وفيه الترغيب في سرعة التصدق لوجه الله وعدم التأجيل في فعل الخير خشية هجوم الموت، وقد شبهه صلى الله عليه وسلم بالشبعان الذي فاض منه شيء فوزعه أو رماه، لماذا؟ لأنه لا يحتاج إليه، ولو لم يجد أحداً لرماه. أما الجوعان فنفسه مشتاقة للطعام وحريصة عليه وتواقة إلى الأكل فإنفاقه دليل على سخاء النفس وجهادها في سبيل ثواب الله: كذلك صحيح الجسم يجاهد نفسه في الإنفاق والكرم لله.
(٢) بعد ما شبع كذا ط وع ص ٤٠١ - ٢ وفي ن د: بعد ما يشبع. أي بعد ما تكثر من الطعام، وتزود. يقال شبعت لحماً وخبزاً.
وصاياه صلى الله عليه وسلم
وفي الفتح الوصايا بغير الخلافة:
أ - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي مات فيه: ما فعلت الذهبية؟ قلت: عندي قال: أنفقيها.
ب - وفي حديث ابن أبي أوفى: أوصى بكتاب الله تعالى.
جـ - وحين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم، وأداء الزكاة.
د - وحذر من الفتن ولزوم الجماعة والطاعة.
هـ - أوصى فاطمة إذا مت فقولي: إنا لله وإنا إليه راجعون.
و- الوصاية بالسابقين الأولين والمهاجرين وأبنائهم من بعدهم أهـ ص ٢٣٣ جـ ٥.
وفي البخاري: باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، قال يرحم الله ابن عفراء، قلت: يا رسول الله أوصي بماله كله؟ قال: لا، قلت فالشطر؟ قال: لا، قلت: الثلث، قال: فالثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم. أهـ ص ٢٣١ جـ ٥. =

<<  <  ج: ص:  >  >>