للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِرَاقِ هؤُلاءِ، يَعْنِي عَبِيدَهُ، أُشْهِدُكَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ (١). رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه غلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن غزوان انتهى.

[قال الحافظ]: وإِسناد أحمد والترمذي متصلان ورواتهما ثقات، عبد الرحمن هذا يكنى أبا نوح ثقة احتج به البخاري، وبقية رجال أحمد ثقات احتج بهم البخاري ومسلم.

٥١ - وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم في بَيْتِي، وَكَانَ بِيَدِهِ سِوَاكٌ، فَدَعَا وَصِيفَةً (٢) لَهُ أَوْ لَهَا حَتَّى اسْتَبَانَ (٣) الْغَضبُ في وَجْهِهِ فَخَرَجَتْ أُمُّ سَلَمَةَ إِلى الْحُجُرَاتِ فَوَجَدَتِ الْوَصِيفَةَ وَهِيَ تَلْعَبُ بِبَهْمَةٍ (٤) فَقَالَتْ: أَلاَ أَرَاكِ تَلْعَبِينَ بِهَذِهِ الْبَهْمَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَدْعُوكِ؟ فَقَالَتْ: لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَمِعْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: لَوْلاَ خَشْيَةُ الْقَوَدِ (٥) لأَوْجَعْتُكِ بِهذَا السِّوَاكِ.

وفي رواية: لَوْلاَ الْقِصَاصُ لَضَرَبْتُكِ بِهذَا السِّوَاكِ. رواه أبو يعلى بأسانيدَ أحدها جيّد.

من ضرب مملوكه سوطاً ظلماً اقتصّ منه يوم القيامة

٥٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ ضَرَبَ مَمْلُوكَهُ (٦)


(١) عتقهم الله تعالى وأعطاهم الحرية ابتداء ثواب الله جل وعلا وخشية عقاب الله سبحانه.
هذا الرجل يملك عبيداً فيخوفه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقاب الله ليراعي حسن المعاملة والرأفة بهم والرحمة ويرغب في العتق ويحببه في عمل البر، وفعل الخير، نسأل الله التوفيق.
(٢) جارية ملكاً له صلى الله عليه وسلم أو ملكاً للسيدة أم سلمة رضي الله عنها.
(٣) ظهر.
(٤) ولد الضأن الذكر والأنثى وجمع البهم بهام، وأولاد المعز سخال. وفي حديث الصلاة "إن بهمة مرت بين يديه وهو يصلي" أهـ نهاية.
(٥) القصاص، يقال استقدت الحاكم: سألته أن يقيدني واقتدت منه. مكارم أخلاق تحليت بها يا رسول الله، هذه جاريتك وملك يمينك، وهي تحت طوعك ورهينة إشارتك تلعب ببهمة فتحلم عليها وتتأنى وترفق بها وتكظم غيظك من تأخيرها عن إجابة طلبك وتخشى قصاص الله جل وعلا إذا ضربتها بالسواك: العود الصغير الذي لم يتجاوز طوله عن أقل من شبر، هكذا يكون الحلم والرحمة والرأفة وحسن المعاملة وكظم الغيظ والعفو والصبر وخوف الله تعالى:
أ -[فهل من مدكر].
ب -[لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة].
(٦) عبده الذي يملكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>