للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُرائِينَ (١) بِأَعْمَالِهِمْ، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلى اللهِ الَّذِينَ يَزُورونَ الأُمَرَاءَ الْجَوَرَةَ (٢) رواه ابن ماجة واللفظ له والترمذي وقال: حديث غريب رواه الطبراني من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ في جَهَنَّمَ لَوَادِياً تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ أُعِدَّ لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم.

٣٩ - وَعَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ قالَ: إِنَّ في جَهَنَّمَ قَصْراً يُقَالُ لَه: هَوىً يُرْمَى الْكَافِرُ مِنْ أَعْلاهُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ أَصْلَهُ، قالَ اللهُ تَعَالى: [وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٣)]. وَإِنَّ في جَهَنَّمَ وَادِياً يُدْعَى أَثَاماً (٤) فِيهِ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ فِقَارُ إِحْدَاهُنَّ: مِقْدَارَ سَبْعِينَ (٥) قُلةِ سُمٍّ، وَالْعَقْرَبُ مِنْهُنَّ مِثْلُ الْبَغْلَةِ الْموكَفَةِ (٦) تَلْدَغُ (٧) الرَّجُلَ، وَلاَ يُلْهِيهِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ عَنْ حَمْوَةِ (٨) لَدْغَتِهَا فَهُوَ لِمَنْ خُلِقَ لَهُ، وَإِنَّ في جَهَنَّمَ وَادِياً يُدْعَى غَيّاً يَسِيلُ قَيحاً وَدَماً، وَإِنَّ في جَهَنَّمَ سَبْعِينَ دَاءً (٩) كُلُّ دَاءٍ مِثْلُ


= (يراؤون) ليخالوهم مؤمنين، والمراءاة مفاعلة بمعنى التفعيل كنعم وناعم، أو للمقابلة، فإن المرائي يرى من يرائيه عمله، وهو يريه استحسانه (ولا يذكرون الله) إذ المرائي لا يفعل إلا بحضرة من يرائيه، وهو أقل أحواله، أو لأن ذكرهم باللسان قليل بالإضافة إلى الذكر بالقلب، وقيل المراد بالذكر الصلاة، وقيل: الذكر فيها فإنهم لا يذكرون غير التكبير والتسليم أهـ بيضاوي.
(١) مذبذبين مترددين بين الكفر والإيمان.
(٢) الظلمة.
(٣) فقد تردى وهلك، وقيل وقع في الهاوية قال تعالى: [كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى (٨٢)] من سورة طه.
(طيبات) لذائذه أو حلالاته، (غضبي) فيلزمكم عذابي ويجب لكم (اهتدى) استقام.
(٤) جزاء، أو شدائد في قوله تعالى: [ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (٦٩) إلا من تاب] الآية من سورة الفرقان.
(٥) مقدار حجم قلة سم مثل قلة الماء التي نتداولها ونستعملها نحن.
(٦) الضخمة السمينة غزيرة اللبن. وفي النهاية من منح منحة وكوفا. أي غزيرة اللبن، وقيل التي لا ينقطع لبنها سننها جميعها، وهو من وكف البيت والدمع: تقاطر أهـ.
يشبه صلى الله عليه وسلم عقرب جهنم ببغلة كبيرة الحجم يزداد لبن درتها.
(٧) تلسع، ولدغته الحية: عضته، ولا يشغله حر جهنم الشديد من شدة ألم اللدغة، ولقد صدق الله جل وعلا إذ يصف الصالحين فيقول [والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما (٦٥) إنها ساءت مستقراً ومقاما (٦٦)] من سورة الفرقان.
(غراما) لازماً شديد الثقل والألم وبئس الاستقرار فيها.
(٨) مادة السم. والحمة: سم كل شيء يلدغ أو يلسع.
(٩) مرضاً مميتاً مهلكاً مؤلماً يتعاظم أثره في الجسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>