للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جَهَنَّمَ يُقْذَفُ فِيهِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ: رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود ولم يسمع منه، ورواة بعض طرقه ثقات.

٣٥ - وفي رواية للبيهقي قال: نَهْرٌ في جَهَنَّمَ بَعِيدُ الْقَعْرِ خَبِيثُ الطَّعْمِ. وإسناد هذه جيد لولا الانقطاع.

٣٦ - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: [وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (١)] قالَ: وَادٍ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ. رواه البيهقي وغيره من طريق يزيد بن درهم، وهو مختلف فيه.

٣٧ - وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: تَعَوَّذُوا باللهِ مِنْ جُبِّ الْحَزْنِ أَوْ وَادِي الْحَزْنِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا جُبُّ الْحَزْنِ أَوْ وَادِي الْحَزْنِ؟ قالَ: وَادٍ في جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللهُ لِلْقُرَّاءِ المرَائِينَ. رواه البيهقي بإسناد حسن.

٣٨ - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جُبِّ الْحَزْنِ (٢) قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ وَمَا جُبُّ الْحَزْنِ؟ قالَ: وَادٍ في جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ (٣) جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمَائَةِ مَرَّةٍ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ يَدْخُلُهُ؟ قالَ: أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ (٤).


(١) قال البيضاوي: مهلكاً يشتركون فيه وهو النار، أو عداوة هي في شدتها هلاك لقول عمر رضي الله عنه لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا. والموبق. اسم مكان من وبق يوبق وبقاً: هلك، وقيل البين الوصل: أي وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكاً يوم القيامة أهـ. قال تعالى: [ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتهم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقاً ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا (٥٣)] من سورة الكهف.
(عضدا) أعواناً لي، رداً لاتخاذهم أولياء من دون الله شركاء له في العبادة، فإن استحقاق العبادة من توابع الخالقية (فدعوهم) فنادوهم للإغاثة (وجعلنا بينهم) أي بين الكفار وآلهتهم.
(٢) الجب: بئر لم تطو كما في المصباح، والحزن كما في النهاية: المكان الغليظ الخشن، والغلوظة: الخشونة، وفسره صلى الله عليه وسلم بجهة صعبة وأراد أن يسمى جده سهلاً.
(٣) تستجير منه.
(٤) الذين يقرؤون القرآن ويدرسون العلم، ولكن لا يعملون بتعاليم القرآن أو العلم المائلين إلى حب الرياء والفخر والزهو، البعيد منهم الإخلاص لله تعالى وحده، وأشدهم عقاباً الذين يوادون الحكام الظالمين، يقال هو جور عن طريقنا: أي مائل عنه ليس على جادته، من جار يجور: إذا مال وضل كما قال تعالى: [إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا (١٤٣)] من سورة النساء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>