للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة عن الحارث، وهو الأعور عن علي مرفوعاً هكذا، ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي وغيرهما عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفاً عليه بنحوه وهو أصح وأشهر.

ولفظ ابن أبي الدنيا قال: يُسَاقُ الَّذِينَ اتَّقَوا رَبَّهُمْ إِلى الْجَنَّةِ زُمَراً (١) حَتَّى إِذَا انْتَهَوْا إِلى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا وَجَدُوا عِنْدَهُ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ سَاقِهَا عَيْنَانِ تَجْرِيانِ (٢) فَعَمَدُوا إِلى إِحْدَاهُمَا كَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا فَشَرِبُوا مِنْهَا فَأَذْهَبَتْ مَا في بُطُونِهِمْ مِنْ أَذَىً أوْ قَذىً أَوْ بَأْسٍ ثُمَّ عَمَدُوا إِلى الأُخْرَى فَتَطَهَّرُوا مِنْهَا فَجَرَتْ عَلَيْهِمْ بِنَضْرَةِ النَّعِيمِ فَلنْ تَتَغَيَّرَ أَبْشَارُهُمْ (٣) تَغَيُّراً بَعْدَهَا أَبَداً، وَلَنْ تَشْعَثَ (٤) أَشْعَارُهُمْ كَأَنَّمَا دُهِنُوا بِالدِّهَانِ، ثُمَّ انْتَهَوْا إِلى خَزَنَةِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا: سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ (٥)

فادْخُلُوهَا خَالِدِينَ. قالَ: ثُمَّ


= الياقوت والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فبأي آلاء ربكما تكذبان ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاختان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما فاكهة ونخل ورمان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهن خيرات حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام (٧٨)] من سورة الرحمن.
جنتان:

١ - لعقيدته.

٢ - لعمله، أو:
أ - لفعل الطاعات.
ب - لترك المعاصي.
(أفنان) أنواع من الثمار والأشجار والمفرد فنن كغصن (عينان).

١ - التسنيم.

٢ - السلسبيل.
(زوجان) صنفان (إستبرق) ديباج ثخين (قاصرات) نساء قصرن أبصارهم على أزواجهن (لم يطمثهن) لم يمسهن لإزالة البكارة (مدهامتان) خضراوان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة (نضاختان) فوارتان بالماء (مقصورات) قصرن في خدورهن رفرف وسائد أو نمارق جمع رفرفة، وقيل الرفرف ضرب من البسط أو ذيل الخيمة: وقد يقال لكل ثوب عريض (عبقري) كل شيء عجيب بديع (تبارك) تعالى اسمه. نقلت لك هذه الآيات لتعلم وصف الله تعالى لها ولتشتاق إلى نعيمها، وتدفع مهرها بالجد في صالح الأعمال في حياتك أيها المسلم، فيكون القرآن رائدك إلى الخير ونبراسك إلى فعل البر، ولتكون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مطمح آمالك، ومصباح هدايتك.
(١) جماعات.
(٢) تمران في الجهات العالية والسافلة أو كما قال البيضاوي في الأعالي والأسافل حيث شاؤوا.
(٣) جلودهم ووجه الأجسام.
(٤) ولن تتغير ولن تتلبد لتجدد نظافتها ولبهجة روائها ولجمال منظرها كأن مسكها تضوع وريحها فاح.
(٥) طهرتم من الدنس وأدران المعاصي في دنياكم كما قال تعالى: [وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (٧٥)] من سورة الزمر.
سيق مراكبهم إسراعاً إلى دار الكرامة (زمرا) على تفاوت مراتبهم في الشرف وعلو الطبقة (صدقنا) بالبعث والثواب (حافين) محدقين ملتبسين بحمده (وقضى بينهم) بين الخلق بإدخال بعضهم الجنة أو النار والقائلون المؤمنون أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>