للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم: يُؤْتَى بِالْمَوْتِ (١) كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ (٢) فَيُنَادِي بِهِ مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هذَا الْمَوْتُ وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رآهُ فَيُذْبَحُ بَيْنَ الْجَنَّةِ والنَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ (٣) فلا مَوْت، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلا مَوْت، ثُمَّ قَرأَ: [وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إذْ قُضِيَ الأَمْرُ (٤) وَهُمْ في غَفْلَةٍ (٥)

وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ] وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى الدُّنْيا. رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي، ولفظه قال:

إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتِيَ بِالْمَوْتِ كَالْكَبْشِ الأَمْلَحِ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ والنَّارِ


= ط - وقال تعالى: [ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين (١٠٣)] من سورة يونس.
ي - وقال تعالى: [ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون (٩٦)] من سورة الأعراف.
ك - وقال تعالى: [وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها (١) فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا] من سورة القصص.
ل - وقال تعالى: [كذبت ثمود وعاد بالقارعة (٢) فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية (٣) وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نحل خاوية فهل ترى لهم من باقية (٨)] من سورة الحاقة.
م - وقال تعالى: [إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (١٠)] من سورة يونس.
(١) الذي هو عرض من الأعراض لا جسماً كما قال القسطلاني. وفي ن ط زيادة: يوم القيامة. وفي ن د وع حذفها. والمعنى يريد الله أن يطمئن أهل الجنة ويزيدهم سروراً بتمثيل الموت الذي عرض إليهم في الدنيا ككبش يذبح أمامهم ليهدأ بالهم، وتفرح قلوبهم وتستقر اطمئنانا.
(٢) فيه بياض وسواد.
(٣) بقاء وحياة أبد الآبدين.
(٤) فصل بين أهل الجنة وأهل النار.
(٥) قال القسطلاني: أهل الدنيا في غفلة إذ الآخرة ليست دار غفلة .. قال تعالى: [وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون (٤٠)] من سورة مريم أي يوم يتحسر الناس المسيء على إساءته والمحسن على قلة إحسانه إذ فرغ من الحساب وتصادر الفريقان إلى الجنة والنار، أي أنذرهم غافلين غير مؤمنين (نرث) لا يبقى لأحد غيرنا عليها وعليهم ملك ولا ملك، أو نتوفى الأرض ومن عليها بالإفناء والإهلاك وإلينا يردون للجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>