للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُذْبَحُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، فَلَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ فَرَحاً (١) لَمَاتَ أَهْلُ الْجَنَّةِ. ولَوْ أَنَّ أَحَداً مَاتَ حُزْناً لَمَاتَ أَهْلُ النَّارِ.

[يشرئبون] بشين معجمة ساكنة ثم راء ثم همزة مكسورة ثم باء موحدة مشددة: أي يمدون أعناقهم لنظروا.

١٤٥ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ (٢) أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَطَّلِعُونَ (٣) مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الّذِي هُمْ فِيهِ، فَيُقالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هذَا؟ قالُوا نَعَمْ هذَا الْمَوْتُ. قالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصَّرَاطِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلاهُمَا: خُلُودٌ فِيمَا يَجِدُونَ لاَ مَوْتَ فِيهَا أَبَداً. رواه ابن ماجة بإسناد جيد.

١٤٦ - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ والنَّارِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ (٤) رَبَّنَا، قالَ فيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ رَبَّنَا، هذَا الْمَوْتُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا، قالَ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ تَعْرِفُونَ هذَا؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ رَبَّنَا، هذَا الْمَوْتُ فَيُذْبَحُ كما تُذْبَحُ الشَّاةُ (٥) فَيَأْمَنُ هؤلاءِ وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤلاءِ. رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني والبزار وأسانيدهم صحاح.

١٤٧ - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:


(١) كناية عن شدة السرور، لماذا؟ اطمأن خاطرهم من الفزع وانشرحت صدورهم بنعيم الجنة، وقرت عيونهم بمناظرها وزال الموت الشبح المخيف. أما أهل النار فازدادوا حسرة وكمدا، لماذا؟ لشدة تألمهم من النار وجزعهم وتمنيهم الموت، ولا موت كما قال تعالى: [كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب] نسأل الله السلامة والعافية والعفو.
(٢) مقشعرة جلودهم خشية أن يذهب هذا النعيم.
(٣) فينظرون إلى النداء منتظرين فرج الله وإنقاذهم من كروبهم.
(٤) إجابة بعد إجابة وثناء عليك وحمدا.
(٥) تمثيل محسوس لإزالة ما علق بأذهانهم في الدنيا من ذكر الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>