للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيره يوم القيامة (١) ولا يُحبُّ رجل قوماً إلا جعله الله معهم (٢)، والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا إثم (٣) لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة. رواه أحمد بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود.

٣٠ - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: مفتاح الجنة الصلاة. رواه الدرامىّ، وفي إسناده أبو يحيى القتات.

٣١ - وعن عبد الله بن قُرطٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت (٤)

صلح سائر عمله،


= ويدعوه رغبا ورهبا، ويخشى بأسه، وله عليه السلطان، والحول والطول دون سواه سبحانه، والولاية تولى الأمر والنصرة، قال تعالى.
أ - (الله ولى الذين آمنوا) ب - (إن وليي الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين). جـ - (والله ولى المؤمنين) د - (واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير). هـ (إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) أي جعل للشيطان في الدنيا على العصاة سلطانا.
(١) يطمئنه ربه وينعمه ويكرمه، ولا يجعل لغيره رياسة عليه يتصرف فيه.
(٢) المرء مع من أحب يحشر في زمرتهم.
(٣) لا ذنب، والمعنى: إذا تكرم الله بعدم فضيحة عبد خاضع ومطيع له، سامحه وعفا عنه وستره في المحشر. ومحبة المرء أن لا يذكر قبائحه ويغض عن هفواته، ويدارى عوراته، ولا يذيع شيئا من شؤونه الخاصة في نفسه أو منزله فلكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة، ولكل إنسان زلة وفي إذاعتها تشهير وتسميع للمسلمين وإثارة للأحقاد والضغائن وهنا قال علماء الحديث: وليس مما يجب ستره والإغضاء عنه الجرائم التى تضر بالمجتمع كالسرقة، والمؤامرة على الإجرام، وقتل النفس وشهادة الزور، لا يصح الإغضاء عنها بل يجب الأخذ على يد مرتكبيها تأديباً لهم، وردعا لغيرهم قال تعالى (ولكم في القصاص حياة ياأولى الألباب لعلكم تتقون).
(٤) أي أثمرت الاستقامة ودعت إلى التحلى بآداب الدين والتجمل بالكمالات، والتخلى عن الرذائل وأرسلت أشعة الإحسان والخوف من الله جل وعلا في قلب المصلى، وحينئذ تشرق شمس القبول، والإتقان، ورضا الله في سائر أفعاله. الصلاة: جسر السعادة، ومعين السيادة، ونور الإيمان الذى ينبعث من فاعلها، روى أن فتى من الأنصار كان يصلى مع النبى صلى الله عليه وسلم الصلوات ولا يدع شيئاً من الفواحش إلا ارتكبه، فوصف له عليه الصلاة والسلام، فقال: إن صلاته ستنهاه، فلم يلبث أن تاب، ومصداق ذلك قوله تبارك وتعالى: (اتل ما أوحى إليك من الكتاب، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) ٤٦ من سورة العنكبوت، يأمره الله تعالى أن يقرأ كتابه تقربا إليه وتحفظا لألفاظه، واستكشافا لمعانيه .. فإن القارئ المتأمل قد ينكشف له بالتكرار ما لم ينكشف له أول ما قرع سمعه، ولا تقبل صلاة عند البارئ جل وعلا إلا إذا غرست الهيبة والخشية، وكانت سببا للانتهاء عن المعاصى حال الاشتغال بها وغيرها عند البارئ جل وعلا إلا إذا غرست الهيبة والخشية، وكانت سببا للانتهاء عن المعاصى حال الاشتغال بها وغيرها من حيث إنها تذكر الله، وتورث النفس خشية منه جل وعلا (ولذكر الله أكبر) وللصلاة أكبر من سائر الطاعات لأنها العمدة في كونها مفضلة على الحسنات ناهية عن السيئات، أو ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، والله الذى يجازيكم بعملكم أحسن المجازات: (من لم تنهه صلاته =

<<  <  ج: ص:  >  >>