للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترغيب في إسباغ الوضوء وإفراغ القلب لله في الصلاة

١٢ - وعن يوسف بن عبد الله بن سلامٍ قال: أتيتُ أبا الدرداء رضي الله عنه في مرضه الذى قُبض (١) فيه، فقال يابن أخى: ما علمت (٢) إلى هذه البلدة، أو ما جاء بك؟ قال: قلت لا: إلا صلة (٣) ما كان بينك وبين والدى: عبد الله بن سلامٍ، فقال: بئس ساعة الكذب هذه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأحسن الضوء، ثم قام فصلى ركعتين، أو أربعاً (يُشكُّ سهلٌ) يُحسن (٤) فيهن الركوع والخشوع ثم يستغفر الله غفر له. رواه أحمد بإسناد حسن.

١٣ - وعن زيد بن خالدٍ الجُهنىِّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ فأحسن وضوءهُ (٥)، ثم صلى ركعتين لا يسهو (٦) فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه أبو داود.

وفي رواية عنده: ما من أحدٍ يتوضأُ فيحسن الوضوء ويصلى ركعتين يُقبلُ بقلبه (٧) وبوجهه (٨) عليهما إلا وجبت له الجنة.

١٤ - وعن عقبة بن عامرٍ رضي الله عنهما قال: كُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خُدام أنفسنا نتناوب (٩) الرعاية رعاية إبلنا، فكانت على رعاية الإبل فرواحتها (١٠) بالعشى، فإذا رسول الله صلى الله عليه يخطب الناس فسمعته يوماً يقول: ما منكم من أحدٍ يتوضأُ فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيركع ركعتين يُقبلُ


(١) مات.
(٢) في نسخة، ما أعمالك ١٣٢ ع. أي أي شئ علمته في هذه البلدة أو أي شئ أقدمك وشرفت.
(٣) لا شئ جديد أحضرنى إلا مودة قديمة بينك وبين والدى رحمه الله. هنا درس ألفة ومحبة ووداد سيدنا يوسف يراعى عهد أبيه، وأصحاب أبيه يزورهم ويبرهم ويذكرهم مودة أبيه، وتجد أن أبا الدرداء هش وبش وآنسه ودعا له، وذم الكاذب ومدح الصادق وأرشد إلى وقل خير البرية تذكرة ليوسف عسى أن يعمل، فيلبس عليه ربه ستره ويغدق عليه نعمه ويبوء مغفوراً له.
وللحارث بن عباس السلمى رضي الله عنه:
أكرم خليل أبيك حيث لقيته ... ولقد عققت أباك إن لم تفعل
(٤) يتمم.
(٥) في نسخة: الوضوء.
(٦) لا يخطئ ولا يوسوس، ولا تحدثه نفسه بمشاغل الدنيا بل يخضع ويفكر فيما يقرأ، ويتذكر جلال الله، وأنه واقف بين يديه (أن تعبد الله كأنك تراه) إحسان.
(٧) يفرغ قلبه لإتمام القراءة، وأدائها على الوجه الأكمل، لا يجد الشيطان عليه سبيلا في وساوسه.
(٨) يتجه للقبلة، ويبعد عن الحركات.
(٩) يوزعون زمن الحفظ والرعاية فيأخذ كل قسطه وزمنه.
(١٠) في نسخة: فروحناها، أي أحضرناها إلى منازلنا وقت العشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>