للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - وعن أبن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتانى الليلة آت (١) من ربى. وفي رواية: ربى (٢) في أحسن صورةٍ، فقال لى يا محمد، قلت: لبيك (٣) ربى وسعديك، قال: هل تدرى (٤) فيم يختصم الملأُ الأعلى (٥)؟ قلت: لا أعلم، فوضع يده (٦) بين كتفى، حتى وجدت بردها بين ثدي، أو قال في نحرى، فعلمت ما في السموات وما فى الأرض، أو قال ما بين المشرق والمغرب، قال: يا محمد أتدرى فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، في الدرجات (٧)، والكفارات (٨) ونقل الأقدام (٩) إلى الجماعات، وإسباغ (١٠) الوضوء في السبرات وانتظار (١١) الصلاة بعد الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخيرٍ، ومات بخيرٍ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه. الحديث رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب، وتقدم بتمامه.

١٣ - وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدُلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به الحسنات؟ قالوا: بلى


= ويا مدلا (١) بحسن راق منظره ... للقبر ويحك هذا الدل والخفر (٢)
تهوى الحياة ولا ترضى تفارقها ... كمن يحاول وردا (٣) ما له صدر (٣)
كل امرئ صائر حتما إلى جدث (٥) ... وإن أطال مدى آماله العمر
(١) رؤيا صادقة كفلق الصبح.
(٢) أتانى ربى: وفيه جواز رؤية الله تعالى.
(٣) إجابة على طاعتك، ومنك الإسعاد.
(٤) هل تعلم.
(٥) الملائكة المقربون.
(٦) يراد أنه تعالى قرب حبيبه صلى الله عليه وسلم حتى شعر بالفرح والسرور وأحس بانشراح الصدر والله تعالى منزه عن التشبيه والتمثيل، كما قال العلماء في يد الله مطلقة: عبارة عن إيتاء النعيم، ويقال: فلان يد فلان: أي وليه وناصره، ويقال لأولياء الله: هم أيدى الله، وعلى هذا الوجه قال الله تعالى عز وجل: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) فإذا يده عليه الصلاة والسلام يد الله، وإذا كان يده فوق أيديهم فيد الله فوق أيديهم؛ ويؤيد ذلك ماروى (لا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها). أهـ غريب القرآن ص ٥٧٣. ناداه جل جلاله وأعطاه الله صلى الله عليه وسلم قوة الإدراك حتى يقوى على ذلك معجزة له عليه الصلاة والسلام، وكشف له تعالى عن بصره وبصيرته فأدرك ما في السموات وما في الأرض أو ما في العالم أجمع وأرشده تعالى إلى المنافسة والسبق في كتابة ثواب من أدرك واحدة من هذه الخمسة أو كلها أو بعضها.
(٧) الحسنات.
(٨) محو الخطايا.
(٩) كثرة الخطايا.
(١٠) إتمامه.
(١١) الجلوس على مكان طاهر مع الوضوء رجاء انتظار صلاة آتية في وقتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>