شبه صلى الله عليه وسلم الجالس على مصلاه يعبد مولاه منتظرا فريضة أخرى بشجاع باسل امتطى صهوة جواده التعب، ولم يترك شاذة ولا فاذة إلا أدركها في سبيل طاعة الله. (٢) إن مجاهدة النفس في الجلوس تعبد الله هو الرباط الأكبر، والرباط الأصغر: الجهاد وحرب الأعداء لنصر دين الله، لماذا؟ لأنك تجاهد نفسك والنفس عدو ألد وخصم عنيد يدعو إلى عصيان الله، وقائدها الشيطان ليضلها ويغويها، ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزواته وأصحابه ظافرا منصورا ومؤيدا مسروراً فقال لأصحابه ما معناه: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) أي مجاهدة النفس في طاعة الله. هذا رأى: الرأى الثاني: وهو أن ذلك الفارس في الصف الأول الذى يبذل قصارى جهده في حرب أعداء الإسلام. فانظر رعاك الله: السيد الرسول صلى الله عليه وسلم يبشر المحافظ على جماعة المسجد، والمنتظر الصلاة الثانية بإدراك ثواب المجاهدين للذب عن بيضة الدين. فاجتهد أخى في انتظار الصلاة فالدنيا مزرعة الآخر وقد قال إسماعيل باشا صبرى: عسى أن تتعظ بقوله، وتعمل صالحا ينفعك في قبرك: إن الليالى من أخلاقها الكدر ... وإن بدا لك منها منظر نضر (١) فكن على حذر مما تغر (٢) به ... إن كان ينفع من غراتها (٣) الحذر قد أسمعتك الليالى من حوادثها ... مافيه ينفع من غراتها (٤) الحذر يا من يغر بدنياه وزخرفها ... تالله يوشك (٥) أن يودى بك الغرر =