للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - وعن على بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة يغسل الخطايا غسلاً. رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

١٠ - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، وإن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب.

١١ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: منتظر الصلاة بعد الصلاة، كفارسٍ اشتد به فرسه في سبيل الله على كشحه (١)، وهو في الرباط (٢) الأكبر. رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وإسناد أحمد صالح.


(١) الكشح: الخصر، والمراد على جوعه يعنى أن هذا المجاهد لازم الركوب على الفرس وجاهد وجالد وأبدع مع دقيق بنية الحصان وخفته. وفي حديث سعد (إن أميركم هذا لأهضم الكشحين، أي دقيق الخصرين - وحديث (أفضل الصدقة على ذى الرحم الكاشح) أي العدو الذى يضمر عداوته، ويطوى عليها كشحه: أي باطنه.
شبه صلى الله عليه وسلم الجالس على مصلاه يعبد مولاه منتظرا فريضة أخرى بشجاع باسل امتطى صهوة جواده التعب، ولم يترك شاذة ولا فاذة إلا أدركها في سبيل طاعة الله.
(٢) إن مجاهدة النفس في الجلوس تعبد الله هو الرباط الأكبر، والرباط الأصغر: الجهاد وحرب الأعداء لنصر دين الله، لماذا؟ لأنك تجاهد نفسك والنفس عدو ألد وخصم عنيد يدعو إلى عصيان الله، وقائدها الشيطان ليضلها ويغويها، ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزواته وأصحابه ظافرا منصورا ومؤيدا مسروراً فقال لأصحابه ما معناه: (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) أي مجاهدة النفس في طاعة الله. هذا رأى: الرأى الثاني: وهو أن ذلك الفارس في الصف الأول الذى يبذل قصارى جهده في حرب أعداء الإسلام. فانظر رعاك الله: السيد الرسول صلى الله عليه وسلم يبشر المحافظ على جماعة المسجد، والمنتظر الصلاة الثانية بإدراك ثواب المجاهدين للذب عن بيضة الدين. فاجتهد أخى في انتظار الصلاة فالدنيا مزرعة الآخر وقد قال إسماعيل باشا صبرى: عسى أن تتعظ بقوله، وتعمل صالحا ينفعك في قبرك:
إن الليالى من أخلاقها الكدر ... وإن بدا لك منها منظر نضر (١)
فكن على حذر مما تغر (٢) به ... إن كان ينفع من غراتها (٣) الحذر
قد أسمعتك الليالى من حوادثها ... مافيه ينفع من غراتها (٤) الحذر
يا من يغر بدنياه وزخرفها ... تالله يوشك (٥) أن يودى بك الغرر =

<<  <  ج: ص:  >  >>