(٢) انضموا وقفوا متضامنين متجاورين، وفيه الأمر بالتراض. (٣) قال النووي: قال العلماء: معناه أن الله تعالى خلق له صلى الله عليه وسلم إدراكا في قفاه يبصر به من ورائه وقد انخرقت له العادة صلى الله عليه وسلم: بأكثر من هذا، وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع بل ورد الشرع بظاهره فوجب القول به. قال القاضى: قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وجمهور العلماء هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة أهـ ١٤٩ جـ ٤. (٤) يقرب ويضم. من لزق بالشئ، ولزقته فعلته من غير إحكام ولا إتقان فهو ملزق أي غير وثيق. (٥) وقوف المأمومين بانتظام. (٦) الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار: أي يستغفرون لمن على يمين الإمام من كل صف. وفي النهاية: يمن الله الإنسان بيمينه يمناً، فهو ميمون والله يامن ويمين كقادر وقديرأهـ: أي جعلك مباركا ويامن فلان وياسر: أخذ ذات اليمين وذات الشمال: وتيامن بهم تياسر. قال العلقمى: قال الغزالي وغيره: ينبغى لداخل المسجد أن يقصد ميمنة الصف، فإنها يمن وبركة، وإن الله تعالى يصلى على أهلها أهـ. وفي الجامع الصغير قلت: وهذا إذا كان فيها سعة. ولم يؤذ أهلها، ولا تتعطل ميسرة المسجد. فإن قلت ينافيه: أي هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (من عمر ميسرة المسجد كتب له كفلان من الأجر). قلت: لا منافاة لأنه قد يحصل لصاحب الميمنة ما يوازى ذلك أو يزيد. قد يحصل لصاحب الميسرة ما يزيد على صاحب الميمنة بحسب نيته وإخلاصه. وسبب الحرص على ميمنة الإمام أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا أحرص الناس على تحصيل القربات، فما حث النبى صلى الله عليه وسلم على ميمنة الصف ازدحموا عليها، فتعطلت الميسرة، فقال ذلك. أهـ ص ٣٧٢ جـ ١. وأنا أقول: يأتى المأموم، فيجلس حيث ينتهى به المكان الخالى، ولا يزاحم: ولا يتخطى رقاب الناس، ولا يضايق من سبق وأدرك الصف الأول، ويخلص نيته لربه، يتقى الله في سره وجهره ويتطهر، ويعمل صالحاً حتى تنفعه صلاته، وبذا يدرك رحمة ربه، ويحظى بثوابه، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.