للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم: استووا تَسْتَو قلوبكم، وتماسُّوا تزاحموا. قال شريح: تماسوا، يعنى تزاحموا (١)، أو في الصلاة، وقال غيره: تماسُّوا تواصلوا. رواه الطبراني في الأوسط.

٩ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسُدُّوا الخلل، ولينوا بأيدى إخوانكم، ولا تذروا (٢) فرجات الشيطان، ومن وصل صفا وصله (٣) الله، ومن قطع صفا قطعه (٤) الله. رواه أحمد وأبو داود، وعند النسائي وابن خزيمة آخره.

(الفرجات): جمع فرجة، وهى المكان الخالى بين الاثنين.

١٠ - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تُصفون كما تصف الملائكة عند ربها، فقلنا يا رسول الله: وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يُتِمُّونَ الصفوف الأول، ويتراصُّون في الصف. رواه أبو مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.

١١ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خياركم إلينكم مناكب في الصلاة (٥).

رواه أبو داود.

١٢ - وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا


(١) في نسخة: ازدحموا ١٥٩ ع ومعنى استووا: استقيموا وقفوا معتدلين كالخط المستقيم الذى لا يميل بمنة ولا يسرة.
(٢) ولا تتركوا الثغرات والفتحات، وتصدع الصفوف بوجود جزء خال بين اثنين.
(٣) رحمه الله وأنعم عليه بخيراته، ورضى عنه.
(٤) غضب عليه، ولم يضاعف حسناته، وأبعده عن حظيرة قدسه.
(٥) قال المناوى: أي ألزمكم للسكينة والوقار والخشوع، ويحتمل أن يكون معناه أي لا يمتنع على من يريد الدخول بين الصفوف لسد الخلل، ولضيق المكان بل يمكنه من ذلك، ولا يدفعه بمنكبه، أو أنه يطاوع من جره ليصطف معه إذا لم يجد فرجة أهـ جامع صغير ص ٢٤٢ فتجد الحديث يشمل ثلاثة:
أولا: التؤدة ترك العبث والخشوع لله.
ثانياً: إذا كان هناك فرجة ضيقة لا تسع شخصاً، فجاء شخص ضم نفسه، ولين منكبه حتى وسعه، وهذا معنى جميل يدعو المسلمين إلى اتساع الصدر، والترحيب بالطائع، والمشاركة في الخير والتحمل والصبر. وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
ثالثاً: إذا جره شخص ليصطف معه لين منكبه وطاوعه. تلك خلال المؤمنين (هينون لينون أيسار ذوو كرم).

<<  <  ج: ص:  >  >>