(٢) ما تمنت زوال نعمتكم مثل ما تمنت زوال الثواب، والعطاء والإجابة عند قول آمين. قالوا: الحسد تمنى زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان ذلك سعيا في إزالتها، وروى (المؤمن يغبط، والمنافق يحسد) قال تعالى: (حسدا من عند أنفسهم). (ومن شر حاسد إذا حسد) أي أعوذ بك يارب من بغيض أظهر حسده، وأبان كرهه لما أنعمت على به، واغتمامه بسرورى وضرره من كثرة حسناتى. وترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أيها المأموم بترقب قولها مع الإمام بلا ضجة وبلا غوغاء، وبلا صوت مزعج وبلا رياء أو غطرسة، مع تضرع وذلة لله، وأن الله تعالى جدير بالإجابة، وولى من استعان به، وعزيز يعز المطيعين ويذلك المتجبرين المتكبرين، وخزائن رحمته لاتنفد. ما مصدرية ظرفية، أي كحسدكم على هذه النعمة، وقد أعلمهم أحبارهم على جزيل ثوابها فحسدوا المسلمين. (٣) اجعل آخر دعائك ذكر (آمين) رجاء استجابة الدعاء وتفضل المولى جلَّ وعلا بالعطف والرحمة والرأفة وإجابة السؤال وبلوغ الآمال ودرك البعيد وجنى مالا تأمل وجوده بقدر الله وإحسانه وإكرامه. (٤) شبه أبو زهير النميرى ذلك الصحابى الجليل قول آمين بختم أبرزته في صحيفتك وإمضاء أنفذت به كتابتك وعلامة قبول لتيسير طلبتك، ورجاء شفعت به قولتك.