للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخرج سهمه، فقال: ما لسهمى لم يخرج؟ قال: إنك لم تقل آمين. رواه أبو يعلى من رواية ليث أبى سليم.

٥ - وعن سمرة بن جندبٍ رضي الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين يُجبكم (١) الله. رواه الطبرانيّ في الكبير، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي في حديث طويل عن أبي موسى الأشعرى قال فيه:

إذ صليتم فأقيموا صفوفكم، وليؤمكم أحدكم، فإذا كَبَّرَ فكبروا، وإذا قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا: آمين يُجبكم.

٦ - وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حسدتكم (٢) اليهود على شئٍ ما حسدتكم على آمين، فأكثروا من قول آمين. رواه ابن ماجه.

٧ - وعن أبي مصبحٍ المقرائى قال: كُنَّا نجلسُ إلى زُهيرٍ النميري رضي الله عنه، وكان من الصحابة يُحدثُ أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاءِ قال: اختمه (٣) بآمين، فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة (٤). قال أبو زهير النميرىّ: أُخبركم عن ذلك: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ نمشي فأتينا على


(١) يحببكم، ويعطكم ما تسألون، ويغثكم، ويشفكم، ويكثر رزقكم، ويوفقكم ويرع درجاتكم.
(٢) ما تمنت زوال نعمتكم مثل ما تمنت زوال الثواب، والعطاء والإجابة عند قول آمين. قالوا: الحسد تمنى زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان ذلك سعيا في إزالتها، وروى (المؤمن يغبط، والمنافق يحسد) قال تعالى: (حسدا من عند أنفسهم). (ومن شر حاسد إذا حسد) أي أعوذ بك يارب من بغيض أظهر حسده، وأبان كرهه لما أنعمت على به، واغتمامه بسرورى وضرره من كثرة حسناتى.
وترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أيها المأموم بترقب قولها مع الإمام بلا ضجة وبلا غوغاء، وبلا صوت مزعج وبلا رياء أو غطرسة، مع تضرع وذلة لله، وأن الله تعالى جدير بالإجابة، وولى من استعان به، وعزيز يعز المطيعين ويذلك المتجبرين المتكبرين، وخزائن رحمته لاتنفد. ما مصدرية ظرفية، أي كحسدكم على هذه النعمة، وقد أعلمهم أحبارهم على جزيل ثوابها فحسدوا المسلمين.
(٣) اجعل آخر دعائك ذكر (آمين) رجاء استجابة الدعاء وتفضل المولى جلَّ وعلا بالعطف والرحمة والرأفة وإجابة السؤال وبلوغ الآمال ودرك البعيد وجنى مالا تأمل وجوده بقدر الله وإحسانه وإكرامه.
(٤) شبه أبو زهير النميرى ذلك الصحابى الجليل قول آمين بختم أبرزته في صحيفتك وإمضاء أنفذت به كتابتك وعلامة قبول لتيسير طلبتك، ورجاء شفعت به قولتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>