(٢) أسطوانة على شكل عمود جميل، تخيل أيها القارئ قصراً فخماً يقام أحد أركانه على سارية بديعة الصنع جميلة النقش حسنة الهيئة ثم تجدع: أي يقطع جزء منها، ماذا يحصل لمنظرها البهيج؟ كذلك المصلى الذى لا يتم جميع أركانها ولا يتئد في حسن أدائها، وبذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتمامها وتكميل واجباتها والعناية بصحتها، وفقه مرماها، وفهم مغزاها، والعمل بمقتضاها، والسير على قبسها: وأكد أن الله جل جلاله لا يقبل إلا تاما. لماذا؟ لأنه خالف أمر الله تعالى في قوله: أ - (فاسجدوا لله واعبدوا). ب - (واسجد واقترب). جـ - (ألا يسجدوا لله) أي يا قوم اسجدوا. د - (وخروا له سجدا) أي متذللين، والسجود: عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو عام في الإنسان والحيوان والجماد. هـ (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها). و- (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون). قال في النهاية: وخص السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة، وما يجرى مجرى ذلك من سجود القرآن، وسجود الشكر، وقد يعبر به عن الصلاة بقوله: وأدبار السجود، أي أدبار الصلاة، ويسمون صلاة الضحى سبحة الضحى، وسجود الضحى (وسبح بحمد ربك) قيل أريد به الصلاة. أهـ. ص ٢٢٣. ولعلك فهمت أن ناقص أركان الصلاة إن مات على حالة صلاته هذه فهو على غير الإسلام على شرط أن يعيش بين العلماء، لأنه غافل عن العلم وتعلمه وكسلان، أما الجاهل البعيد عن أهل العلم فمعذور. وأصبح الدين كالشمس تعاليمه واضحة، فلا عذر لجاهل أو مقصر.