للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترهيب من عدم إتمام الركوع والسجود

٨ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليُصلى ستين سنةً، وما تُقبلُ له صلاة لعله يُتم الركوع ولا يُتم السجود، ويُتم السجود ولا يُتم الركوع (١). رواه أبو القاسم الأصبهاني، وينظر سنده.

٩ - وعن أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه، وأنا حضارٌ: لو كان لأحدكم هذه السَّارية (٢) لكره أن تُجدع كيف يعمد أحدكم فيجدع صلاته التى هى لله، فأتموا صلاتكم، فإن الله لا يقبل إلا تاماًّ. رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

(الجدع): قطع بعض الشئ.

١٠ - وعن بلالٍ رضي الله عنه أنه أبصر رجلاً لا يُتم الركوع ولا السجود فقال: لو مات هذا لمات على غير ملة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني ورواته ثقات.


(١) الرجل يصلى طول عمره وصلاته ترد، وإسلامه ناقص: وحبط عمله، لماذا؟ لأنه لم يتم ركنا من أركانها، وهو عايش بين ظهرانى العلماء ولم يتعلم وهنا يجب أن يتفكر المسلمون في معنى هذا الحديث، وليتقدموا على معرفة أركان الصلاة وشروط صحتها عسى أن يعبدوا الله على ضوء العلم.
(٢) أسطوانة على شكل عمود جميل، تخيل أيها القارئ قصراً فخماً يقام أحد أركانه على سارية بديعة الصنع جميلة النقش حسنة الهيئة ثم تجدع: أي يقطع جزء منها، ماذا يحصل لمنظرها البهيج؟ كذلك المصلى الذى لا يتم جميع أركانها ولا يتئد في حسن أدائها، وبذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتمامها وتكميل واجباتها والعناية بصحتها، وفقه مرماها، وفهم مغزاها، والعمل بمقتضاها، والسير على قبسها: وأكد أن الله جل جلاله لا يقبل إلا تاما. لماذا؟ لأنه خالف أمر الله تعالى في قوله:
أ - (فاسجدوا لله واعبدوا).
ب - (واسجد واقترب).
جـ - (ألا يسجدوا لله) أي يا قوم اسجدوا.
د - (وخروا له سجدا) أي متذللين، والسجود: عبارة عن التذلل لله وعبادته، وهو عام في الإنسان والحيوان والجماد.
هـ (ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها).
و- (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون).
قال في النهاية: وخص السجود في الشريعة بالركن المعروف من الصلاة، وما يجرى مجرى ذلك من سجود القرآن، وسجود الشكر، وقد يعبر به عن الصلاة بقوله: وأدبار السجود، أي أدبار الصلاة، ويسمون صلاة الضحى سبحة الضحى، وسجود الضحى (وسبح بحمد ربك) قيل أريد به الصلاة. أهـ. ص ٢٢٣.
ولعلك فهمت أن ناقص أركان الصلاة إن مات على حالة صلاته هذه فهو على غير الإسلام على شرط أن يعيش بين العلماء، لأنه غافل عن العلم وتعلمه وكسلان، أما الجاهل البعيد عن أهل العلم فمعذور. وأصبح الدين كالشمس تعاليمه واضحة، فلا عذر لجاهل أو مقصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>