للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لم يلتفت أو يُحدِثْ. رواه الطبرانيّ في الكبير موقوفاً عن أبي قلابة عن ابن مسعود ولم يسمع منه.

١٠ - وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليقبل (١) عليها حتى يفرغ منها، وإياكم والالتفات (٢) في الصلاة، فإن أحدكم يناجى (٣) ربه مادام في الصلاة (٤). رواه الطبراني في الأوسط.

١١ - عن أُم سلمة بنت أبى أُمية رضي الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يُصلى لم يعد (٥) بصرُ أحدهم موضع قدميه، فَتُوُفِّىَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلى لم يعد بصرُ أحدهم موضع جبينه، فَتُوُفِّىَ أبو بكرٍ رضي الله عنه، فكان عمر رضي الله عنه، فكان إذا قام أحدهم يصلى لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة ثم تُوُفِّىَ عمر رضي الله عنه، فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وكانت الفتنة، فتلفت (٦) الناس يميناً وشمالاً. رواه ابن ماجه بإسناد إلا أن موسى بن عبد الله بن أبى أمية المخزومى لم يخرّج له من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجه، ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل، والله أعلم.


(١) يتم ركوعها وسجودها وآدابها.
(٢) احذروا الالتفات واجتنبوه.
(٣) يحادثه ويسأله ويدعوه، ويتضرع إليه جل وعلا.
(٤) مدة وجوده في الصلاة.
(٥) لم يتجاوز، بمعنى أن بصره طول صلاته نحو سجوده ومكان وضع جبهته، واستمر هذا عادة في زمن سادتنا أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ثم جاءت فتنة قتل سيدنا عثمان رضى الله عنه فذهب خشوع بعض المسلمين، فالتفتوا في صلاتهم.
قال الطيبى: المعنى من التفت ذهب عنه الخشوع فاستعير لذهابه اختلاس الشيطان تصويراً لقبح تلك الفعلة أو أن المصلى مستغرق في مناجاة ربه، وأنه تعالى يقبل عليه، والشيطان كالراصد ينتظر فوات تلك الحالة عنه. فإذا التفت المصلى اغتنم الفرصة، فيختلسها منه. أهـ، وقال ابن بزيزة: أضيف إلى الشيطان لأن فيه انقطاعا من ملاحظة التوجه إلى الحق سبحانه وتعالى، وقال أبو ثور: إن التفت ببدنه كله أفسد صلاته، وإذا التفت عن يمنيه أو شماله مضى في صلاته أهـ.
(٦) في النسخة المطبوعة: فالتفت، وصحح على ع ص ١٧٧

<<  <  ج: ص:  >  >>