للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والكلوب): بفتح الكاف وضمها، وتشديد اللام: هو حديدة معوجة الرأس.

(وقوله) يشرشر شدقه: هو بشينين معجمتين، الأولى منهما مفتوحة، والثانية مكسورة، وراءين الأولى منهما ساكنة، ومعناه: يقطعه ويشقه، واللفظ محرّكاً: هو الصخب والجلبة والصياح.

(وقوله) ضوضوا: بفتح الضاضين المعجمتين وسكون الواوين وهو الصياح مع الانضمام والفزع.

(وقوله) فغرفاه: بفتح الفاء والغين المعجمة معا بعدهما راء: أي فتحه.


= قال بن مسعود: ليس معنى أضاعوها: تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها، وقال ابن سعيد ابن المسيب: إمام التابعين: هو أن لا يصلى الظهر حتى تأتى العصر، ولا يصلى العصر إلى المغرب، ولا يصلى المغرب إلى العشاء، ولا يصلى العشاء إلى الفجر، ولا يصلى الفجر إلى طلوع الشمس، فمن مات وهو مصر على هذه الحالة ولم يتب أوعده الله بغى، وهو: واد في جهنم بعيد قعره شديد عقابه.

٢ - (ياأيها الذين آمنوا لا تهلكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) قال جماعة من المفسرين: المراد بذكر الله هنا الصلوات الخمس، فمن اشتغل عن الصلاة في وقتها بماله كبيعه أو صنعته أو ولده كان من الخاسرين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة عن عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن نقصت فقد خاب وخسر.

٣ - (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون).

٤ - (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) ١٤٢ من سورة النساء.

٥ - (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم) ٦ من سورة التوبة.
أي إن تاب المشركون عن الشرك بالإيمان وصلوا وزكوا تصديقا لتوبتهم وإيمانهم فدعوهم ولا تتعرضوا لهم بالأسر والحبس والمنع من دخول المسجد الحرام. وفيه دليل على أن تارك الصلاة ومانع الزكاة لا يخلى سبيله فاحذر أخى أن تترك الصلاة فهى رخصة القبول، وجائزة الغفران، وقد علم الله الصحابة إن ناجوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتصدقوا، وبدلها بالصلاة والزكاة.

٦ - (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم ١٢ أأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) ١٣ من سورة المجادلة.
أيها المؤمنون تصدقوا قدام مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم رخص جل جلاله في المناجاة بلا تصدق (أأشفقتم) أي أخفتم الفقر من تقديم الصدقة، وإشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه. وأمر بالصلاة والزكاة: أي فلا تفرطوا في أدائهما بجبران التفريط مع إطاعة الله ورسوله.
وفي كتاب الزواجر لابن حجر: أن عمر رضي الله عنه لما طعن قيل له: الصلاة ياأمير المؤمنين قال نعمة، أما إنه لاحظ لأحد في الإسلام أضاع الصلاة، وصلى رضي الله عنه وجرحه يجرى دمه.
وروى الذهبى: أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلى العبد الصلاة في أول الوقت صعدت إلى السماء ولها نور حتى ينتهى إلى العرش فتستغفر لصاحبها إلى يوم القيامة وتقول له حفظك الله كما حفظتنى، وإذا صلى العبد =

<<  <  ج: ص:  >  >>