الليلة تجلت كرامة العناية بضبط حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة المبارك الثانية عشرة من شهر رمضان المكرم سنة ١٣٥٢ من هجرة سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثرت على نسخة مضبوطة ومخطوطة، وقد اشتريتها وضممتها إلى مكتبتى العمارية لأراجع الأحاديث المطبوعة عليها، وأعتنى بضبط المحدثين رضوان الله عليهم، وأقول ذلك مفتخراً، ومقراً بهذه النعمة التى ساقها إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنها لقلادة في عنقى لا يغسلها غاسل) فشكراً لله، وحمداً لله، وصلاة وسلاما على سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أقدمت على العمل، وأنا في غاية الخوف والوجل، وكنت أعد نفسى أنى زججتها في عمل ليست له أهلا، وإنها نفس جاهلة بضبط الأسماء ومقصرة، وإنى لست من فرسان هذا الميدان، واليوم أزيد على حالتى هذه الالتجاء إلى الله بالعجز والضعف وأستلهم منه الهداية سبحانه، وأرجو منه جل جلاله التوفيق، وأستمطر منه الرحمة، وآمل الصواب، فنيتى إبراز الأحاديث مضبوطة، وهأنذا أراجع على هذه النسخة معتمداً على مولاى، وانظر رعاك الله إلى المقدمة تجد تعريفاً عن هذه النسخة، والله الهادى إلى سواء السبيل، ولقد شممت أريج العناية الصمدية بحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاح شذاها، وعم نداها، وعلمت أن السنة بعد القرآن في كنف الله ورعايته. من تقرب إليهما فاز، ومن اشتغل بهما وفق، ومن سار على ضربهما وصل. (١) يريد صلى الله عليه وسلم أن يقرأ المسلم عند نومه سورة (الكافرون) ثم يضطجع، ففائدتها تبعد عنه الشرك، وتحفظ الإيمان. (٢) شهادة نقاء، وجائزة سلامة من الكفر والعصيان.