أيها المسلم: هل تقتدى بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره الله بالتهجد فزاد كمالا، ونصره الله ودانت له الأرض، وعز ملكه، وانتشر دينه صلى الله عليه وسلم، ونال الشفاعة العظمى، وخصه الله بمحامد ومكارم الأخلاق. قال تعالى: (وإن لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم) صلى الله عليه وسلم (غير ممنون) غير مقطوع، أو ممنون به عليك من الناس فإنه تعالى يعطي بلا توسط لأنك تتحمل من قومك مالا يتحمل أمثالك، وسئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن. ألست تقرأ القرآن؟ بلى، أقرأ (قد أفلح المؤمنون) اللهم صل عليه وسلم وأصحابه قاموا بالتهجد خير قيام. قال جل وعلا: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله). (أدنى) استعار الأدنى للأقل لأن الأقرب إلى الشئ أقل بعداً منه، ويقوم بذلك جماعة من أصحابك، ولا يعلم مقادير ساعات الليل والنهار كما هى إلا الله سبحانه وتعالى، ولن تحصوا تقدير الأوقات، ولن تستطيعوا ضبط الساعات (فتاب عليكم) بالترخيص في ترك القيام المقدر، ورفع التبعة كما رفع التبعة عن التائب (فاقرءوا ما تيسر من القرآن): فصلوا ما تيسر عليكم من صلاة الليل، عبر عن الصلاة بالقرآن كما عبر عنها بسائر أركانها، وقيل: فاقرءوا القرآن بعينه كيفما تيسر عليكم والضرب في الأرض: المسافرة للتجارة أو لتحصيل العلم. أهـ بيضاوى (فاقرءوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) المفروضة.