للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الموجب): الذى أتى بفعل يوجب له الجنة، ويطلق أيضاً على من أتى بفعل يوجب له النار.


= وبعض الليل فاترك الهجود للصلاة، والضمير للقرآن (نافلة لك) فريضة زائدة لك على الصلوات المفروضة، أو فضيلة لك لاختصاص وجوب بك، رجاء مقام يحمده القائم فيه وكل من عرفه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (من المقام الذى أشفع فيه لأمتى) ثم دعا صلى الله عليه وسلم بدعاء (أدخلنى) أي في القبر إدخالا مرضيا (وأخرجنى) أي منه عند البعث إخراجاً ملقى بالكرامة، أو أدخلنى يارب المدينة أو مكة ظاهراً عليها، أو فيما حملتنى من أعباء الرسالة، وأخرجنى من مكة سالماً آمنا من المشركين، أو أخرجنى مما حملتنى من أعباء الرسالة مؤديا حقه أو أدخلنى الغار وأخرجنى سالما، وقونى بحجة تنصرنى على من خالفنى، أو ملكا ينصر الإسلام على الكفر، والحق: الإسلام، والباطل: الشرك كان مضمحلا غير ثابت.
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام دخل مكة يوم الفتح وفيها ثلثمائة وستون صنما، فجعل ينكت بمخصرته في عين واحد واحد منها فيقول: جاء الحق وزهق الباطل فينكب لوجهه حتى ألقى جميعها وبقى صنم خزاعة فوق الكعبة، وكان من صفر، فقال ياعلى: ارم به فصعد فرمى به فكسره أهـ بيضاوى.
قال الشرقاوى: قد صحح النووي أنه نسخ عنه التهجد كما نسخ عن أمته، قال: ونقله الشيخ أبو حامد عن النص، وهو الأصح أو الصحيح، ففى مسلم عن عائشة رضي الله عنها ما يدل عليه، أو فضيلة لك فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحينئذ فلم يكن فعل ذلك يكفر شيئاً، ويرجع التكاليف كلها في حقه عليه الصلاة والسلام قرة عين، وإلهام طبع، وحينئذ فلم يكن فعل ذلك يكفر شيئاً ويرجع التكاليف كلها في حقه عليه الصلاة والسلام قرة عين، وإلهام طبع، وتكون صلاته في الدنيا مثل تسبيح أهل الجنة لا على وجه الكلفة والتكليف وهذا كله مفرع عن طريقة إمام الحرمين من أن التكليف يستلزم الوعيد، وأما عن طريقة القاضي حيث يقول: لو أوجب الله تعالى شيئاً لوجب، وإن لم يكن وعيد فلا يمتنع حينئذ بقاء التكاليف في حقه عليه الصلاة والسلام على ما كانت عليه مع طمأنينته عليه الصلاة والسلام من ناحية الوعيد، وعلى كلا التقديرين فهو معصوم ولا ذنب ولا عتب، وأما أمره بالاستغفار في قوله: (فسبح بحمد ربك واستغفره) فهو تعبد على الفرض والتقدير: أي استغفر مما عساه أن يقع لولا عصمتك. أهـ ص ٩ جـ ٢.
ب - (إن المتقين في جنات وعيون ١٦ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) ٢٠ سورة الذاريات.
جـ - (ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) ٥ من سورة المزمل. يامتلففاً بثيابه.
روى أنه عليه الصلاة والسلام كان يصلى متلففاً بمرط مفروش على عائشة رضي الله عنها وأصله المتزمل فأدغم التاء في الزاى، ومن تزمل الزمل: تحمل الحمل. أي ياأيها المتحمل أعباء النبوة: قم إلى الصلاة أو داوم عليها (إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هى أشد وطأ وأقوم قيلا) قولا: أي القرآن لما فيه من التكاليف الشاقة ثقيل على المكلفين سيما على الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كان عليه أن يتحملها ويحملها أمته (إن ناشئة الليل) أي إن النفس التى تنشأ من مضجعها إلى العبادة، من نشأ من مكانه إذا نهض وقام.
أو قيام الليل على أن الناشئة له، أو العبادة التى تنشأ بالليل: أي تحدث، أو ساعات الليل لأنها تحدث واحدة بعد أخرى (هى أشد وطأ) أي كلفة، أو ثبات قدم، وقرئ (وطاء) أي مواطأة القلب اللسان لها أو فيها أو موافقة لما يراد منها من الخضوع والإخلاص (وأقوم قيلا) أي وأسد مقالا أو أثبت قراءة لحضور القلب هذه الأصوات. =

<<  <  ج: ص:  >  >>