رابعا: لعل المتهجد يتفق ادعاؤه ساعة تفتحت لها أبواب رحمة الله تعالى فيجاب دعاؤه وينال سؤاله وتقضى آماله فينجح ويربح. خامساً: أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن قيام الليل يجدد للجسم نشاطه، ويبعث الصحة ويقوى دورة الدم، وينقيه باستنشاق نسيم السحر العليل البليل الجميل، ويعطى الرئتين قوة ومناعة وتصح العينان ويسلم الرأس من عوارض الزكام والصداع وتطرد الأدواء عن الجسم (ومطردة للداء عن الجسد) كما قال صلى الله عليه وسلم، وهو عليه الصلاة والسلام: (ماضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة) صدق أيها المسلم، وأخى هذه العادة الجميلة لتحيا حياة الأبرار وتعيش عيشة الأخيار الأطهار. سادساً: تبادل الثقة بين الزوجين: الرجل يوقظ زوجته، وهى توقظ زوجها، وقد دعا لهما صلى الله عليه وسلم بالرحمة إن فعلا ذلك. هذه هى السعادة أن يتعاونا على طاعة الله، وهنا تتجدد عرى الصداقة، تقوى روابط الأسرة، ويزول سوء التفاهم وتشرق أنوار السعادة على هذا البيت فيخرج الزوج إلى عمله قريرالعين مثلوج الفؤاد آمناً على عرضه مطمئناً على بيته. وقديما قيل: (رأس الحكمة مخافة الله) وأترك للقارئ حوادث سوء النية للزوج أو الزوجة اللذين لا يخافان الله وإنها لكثيرة: شقاق وكدر وغضب ومحاكم وتبرج ونزاع وإسراف وقلة أدب، وهكذا مما يجره عدم العمل بكتاب الله رب العالمين وسنة سيد المرسلين، ونسيان قوله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة). وقوله صلى الله عليه وسلم: (فصلى وأيقظ امرأته). سابعاً: عد صلى الله عليه وسلم قيام الليل شرفا وسيادة وعلو نفس طماعة إلى كسب المعالى وجنى ثمار المحامد، ولو كشف الله بصيرته لرأى جمال الهيئة، وأنوار ملائكة الرحمة، وفرح الحور العين بعمله وتجليات المولى جل وعلا عليه بالرحمة، واستظلاله بظل الله، والناس غافلون، وقد نفى صلى الله عليه وسلم الخيبة في طلبه، والخسران في عمله، وكفل له الربح والفلاح، وأمنه الله من المكاره؛ وزال عنه الأخطار. ثامناً: تخفيف الطعام في العشاء من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستريح المعدة ويهدأ نومه؛ وهذا نهاية الطب، ومجلب الصحة. أدلة التهجد من القرآن قال تعالى أ - (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا. وقل رب أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيراً. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) ٨٢ من سورة الإسراء. قيل المراد بالصلاة صلاة المغرب، ثم بين الله مبدأ الوقت ومنتهاه. وقال صلى الله عليه وسلم (أتانى جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بى الظهر وقيل: لغروبها) (وقرآن الفجر) صلاة الصبح تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، أو شواهد قدرة الخالق جل الخالق جل وعلامن تبدل ظلمة الليل بضاء النهار والنوم بالانتباه ليعتبر العقلاء، فيقوموا لذكر الله، وشاهدنا (ومن الليل فتهجد به) أي =