للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ثلاث آياتٍ (١) من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملكٍ يصلون عليه (٢) حتى يمسى، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً (٣)، ومن قالها حين يمسى كان بتلك المنزلة. رواه الترمذي من رواية خالد بن طهمان، وقال: حديث غريب، وفي بعض النسخ حسن غريب.

٣ - وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: من قال حين يصبح: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون) أدرك مافاته (٤) في يومه ذلك، ومن قالهن حين يمسى أدرك ما فاته في ليلته. رواه أبو داود ولم يضعفه، وتكلم فيه البخاري في تاريخه.

٤ - وعن شداد بن أوسٍ رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: سيد (٥) الاستغفار: اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك (٦) وأنا على عهدك (٧) ووعدك مااستطعت (٨)، أعوذ بك (٩) من شر ما صنعت


(١) هى قوله تعالى: (هو الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ٢٣ هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ٢٤ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) ٢٥ من سورة الحشر.
(٢) يدعون ويستغفرون له.
(٣) كثير الأجر.
(٤) من تحصيل الحسنات.
(٥) أفضله وأحسنه، صيغة تجلب الثواب الوفير، وتؤثر في العبد التائب، قال الشرقاوى: والسيد: اسم الرئيس المقدم الذى يعتمد عليه في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور استعير لهذا الدعاء الذى هو جامع لمعانى التوبة كلها، والاستغفار: استفعال من الغفر، وهو إلباس بما يصونه من الدنس، ومنه قيل: اغفر ثوبك في الوعاء، فإنه أغفر للوسخ والغفران، والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب، والأفضل الأكثر ثوابا عند الله، فالمراد أن المستغفر بهذا النوع من الاستغفار أكثر ثوابا من المستغفر بغيره أهـ ص ٣٦١ جـ ٣.
(٦) وأنا خاضع لك عابد لجلالك.
(٧) إنى موقن بالإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك ماش على ما عاهدتك عليه وواعدتك به من السير على ضوء القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(٨) جهد الطاقة، قال الشرقاوى: فيه إشارة إلى الاعتراف بالعجز والقصور عما يجب لحقه تعالى، وقد يراد بالعهد كما قال ابن بطال: العهد الذى أخذه الله تعالى على عباده حيث أرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية، وبالوعد ما قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: إن مات لا يشرك بالله شيئا وأدى ما افترض عليه أن يدخله الجنة أهـ.
(٩) أستجير بك يارب من شى نفسى، وأتحصن بك من الوقوع في الهاوية، وألجأ إليك بطلب التوفيق إنك تهدى من أحببت، وتحفظ من أردت، وتبعد يارب عنى سلطان الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>