للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال عثمان بن حنيف: فوالله ما تفرَّقنا، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضُرٌّ قطٌّ. قال الطبراني بعد ذكر طُرقه: والحديث صحيح.

(الطنفسة): مثلثة الطاء والفاء أيضاً، وقد تفتح الطاء وتكسر الفاء: اسم للبساط، وتطلق على حصير من سَعف يكون عرضه ذراعاً.

٢ - وعن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له إلى الله حاجةٌ، أو إلى أحدٍ (١) من بنى آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليُثْنِ (٢) على الله، وليصل على النبى صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم (٣) الكريم (٤)، سبحانه الله رب العرش (٥) العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات (٦) رحمتك، وعزائم (٧) مغفرتك، والغنيمة (٨) من كل برٍّ، والسلامة (٩) من كل إثم، لا تدع لى ذنباً إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته (١٠) ولا حاجة هى لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما من رواية فايد عبد الرحمن بن أبى الورقاء عنه، وزاد ابن ماجه بعد قوله:

يا أرحم الراحمين: ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يُقدرُ (١١). ورواه الحاكم باختصار، ثم قال: أخرجته شاهداً، وفايدٌ مستقيم الحديث، وزاد بعد قوله: وعزائم مغفرتك، والعصمة من كل ذنبٍ.


(١) كذا ع ص: واحد، وفى ن د: لنا، وفى ط: يا أرحم الراحمين.
(٢) يحمده، ويكثر من تسبيحه وتكبيره، والصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر مئات.
(٣) هو الذى لا يستخفه شئ من عصيان العباد ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شئ مقداراً، فهو منته إليه، ولا يعجل بالعقوبة، ويرزق وينعم، ويتفضل على المطيع والعاصى سبحانه.
(٤) الجواد المعطى الذى لا ينفد عطاؤه، وهوالكريم المطلق، والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل، سبحانه.
(٥) إشارة إلى أنه السيد صاحب المملكة القوية، والسلطان النافذ، وليس له مقر، تعالى الله عن ذلك. قال تعالى: (ذو العرش المجيد) (رفيع الدرجات ذو العرش). قال البيضاوى: أي خالق العرش، والمراد به الملك العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله، فإنه واجب الوجود تام القدرة والحكمة:
(٦) موصلات باعثة إلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوجب طلحة) أي عمل عملا أوجب له الجنة ومفردها موجبة.
(٧) واجبات، ومنه حديث ابن مسعود (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) واحدتها عزيمة، (والزكاة عزمة من عزمات الله) أي حق من حقوقه.
(٨) الفوز.
(٩) النجاة من كل ذنب.
(١٠) أزلته.
(١١) يتفضل الله ويجيب سؤله.

<<  <  ج: ص:  >  >>