ب - (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) ومعنى الإنفاق في سبيل الله: إخراج حق الزكاة، وقال تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم: جـ - (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) وقد بينت السنة القدر الواجب إخراجه وفرضت في السنة الثانية من الهجرة بعد زكاة الفطر، قيل في شوال أو في شعبان في السنة المذكورة، وهى من الشرائع القديمة بدليل قول عيسى عليه السلام: (وأوصانى بالصلاة والزكاة). قال الباجورى: هكذا قيل. وقد يدفع بأن المراد بها غيرالزكاة المعروفة كما أن المراد بالصلاة غير الصلاة المعروفة أهـ وتطلق الزكاة، ويراد بها النماء والزيادة، وكثرة الخير والتطهير من الأدران. قال تعالى: (قد أفلح من زكاها) أي طهر نفسه من الأدناس ونقاها من المعاصى، وجعلها صالحة لطاعات الله (فلا تزكوا أنفسكم) أي فلا تمدحوها، ولا تظهروا محاسنها فتخدع وتقصر في تحصيل الكمالات، وقد قال الماوردى. (واجعل نصح نفسك غنيمة عقلك، ولا تداهنها بإخفاء عيبك فيصير عدوك أحظى منك في زجر نفسه) وقد قال البلغاء: (من أصلح نفسه أرغم أنف أعاديه، ومن لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ) أهـ. (١) حج البيت أن تذهب إلى الطواف بالمسجد الحرام وتؤدى أركان الحج وواجباته في وقته المحدد إذا استطعت. (٢) أن تصوم شهر رمضان صوما كاملا. (٣) استمر، من أكب على عمله: أي لزمه. (٤) بيضاء النعم، ويراد المال الوفير، والإبل الكثيرة والمسرات والترف والترفه. (٥) فسرها صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) رواه أبو هريرة رضي الله عنه. فالسعادة ونيل النعم وكسب الخير في أربعة: في صلاة وزكاة وصوم واستقامة والأجرة تبشرك ملائكة الرحمة بالأمان من عذاب الله، والتنعم بفضل الله، وجنى ثمار جنة الله. (٦) تأمره ملائكة الرحمة لا تخف عقابا وادخل آمنا سالما من كل الأهوال. لماذا؟ لأن صحائفه نقية من المعاصى وأدران الذنوب ونهته صلاته عن كل فاحشة وأثمرت زكاته بطهارة نفسه من البخل، فتحلى بالسخاء وللإمام الشافعي رضي الله عنه: يغطى بالسماحة كل عيب ... وكم عيب يغطيه السخاء