وهكذا يبارك الله في القليل الحلال فينمو ويكثر، ولما احتاج الأجير لأجرته سلمه ذلك المال الوفير لله ومحبة في ثواب الله ورجاء أن يفرج الله عنهم فكان ما رجوه وجاءهم الفرج تدريجا على ثلاث دفعات ليرى كل منهم أثر دعائه، وتوسله بصالح عمله. يؤخذ ايضاً من هذا الحديث:
١ - أن الإنسان يلزمه أن يعمل صالحا بإخلاص وصدق نية في حالة السعة والفرج ليكون ذلك سبباً لنجاته في يوم الضيق والشدة، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم؛ (تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) فما ظنك إذا انضم إلى ذلك توسل ودعاء باضطرار؟ لا شك أن ذلك يكون أقرب للإجابة وأسرع لتفريج الكرب وكشف البلاء، كما أخبر بذلك حيث قال: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإ مع الله قليلا ما تذكرون) أية ٦٢ سورة النمل.
٢ - وأن المال الحلا يقيض الله له من يحفظه ولو غير مالكة حتى إذا احتاج صاحبه يوما وجده كما وقع لذلك الأجير. وهذا الحديث ساقه النبى صلى الله عليه وسلم مثلا لأمته، ليحذوا حذو هؤلاء، ويسيروا على نهجهم في العمل الصالح بإخلاص وصدق نية، ليكون لهم ما كان لهؤلاء. (٢) ترك، والمعنى: الذي عمل صالحاً لله وحده وأدى الصلاة في أوقاتها وأخرج الزكاة للمستحقين وتصدق على الفقراء رحمه الله وأغدق عليه الخير والنعيم في الجنة. (٣) شيء في القلب يدعو إلى حسن النية وصفاء الطوية وإتقان العمل لله. (٤) الاعتقاد الجازم بوجود الخالق جل وعلا فلا يخشى سواه.