للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليكرم ضيفه (١). رواه الطبراني في الكبير.

١٧ - وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: أخبرنى بعملٍ يُدخلنى الجنة؟ قال: تعبد الله لا تُشرك به شيئاً (٢)، وتقيم الصلاة (٣) وتؤتى الزكاة (٤)، وتصل الرحم (٥). رواه البخاري ومسلم.

١٨ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلنى على عملٍ إذا عملته دخلت الجنة؟ قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتى الزكاة المفروضة (٦)، وتصوم رمضان. قال: والذى نفسى بيده لا أزيد على هذا (٧)، ولا أنقص منه، فلما ولى (٨) قال النبى صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا (٩). رواه البخاري.

١٩ - وعن عمرو بن مرة الجهنى رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله (١٠): وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته (١١)، وآتيت الزكاة، فقال رسول الله


(١) إكرام الضيف من الإيمان بالله لوجود الثقة بأنه تعالى يخلف وينفق على الجواد، ويعوض ما أنفق ويجلب الخير ويكسب السعادة ويبعد اللوم ويطرد البخل. قال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).
(٢) توحده في ذاته وصفاته وأفعاله وتخلص له في عبادتك وترجو ثوابه وتخشى عقابه.
(٣) تؤديها كاملة.
(٤) تحافظ على أداء الزكاة الواجبة.
(٥) تحسن إلى قرابتك. قال الشيخ الشرقاوى: وخص هذه الخصلة نظرا إلى حال السائل كأنه كان قطاعا للرحم فأمر به لأنه المهم بالنسبة إليه، وعطف الصلاة، وما بعدها على سابقها من عطف الخاص على العام لشمول العبادة لها أهـ ص ٥٨ جـ ٢.
(٦) المفروضة. واحترز صلى الله عليه وسلم عن صدقة التطوع لأنها زكاة لغوية، وعاير بين الوصفين كراهة تكرار اللفظ.
(٧) أبلغ قومى ما سمعت لازيادة ولا نقص، وأحافظ على القيام بذلك.
(٨) أدبر.
(٩) أي إن داوم الأعرابى على فعل ما أمرته به دخل الجنة؛ وفيه أن المبشر بالجنة أكثر من عشرة كما ورد النص به في الحسن والحسين وأمهما وأمهات المؤمنين، فتحمل بشارة العشرة على أنهم بشروا دفعة واحدة أو بلفظ بشرة بالجنة، أو أن العدد لا مفهوم له أهـ شرقاوى.
(١٠) آمنت بالله وبك، وعبدت الله بحق.
(١١) شغلت ليله كله في طاعة، وأكثرت من ذكر الله وتسبيحه والاستغفار، والصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم، وصليت نافلة تهجدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>