للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسرحون (١)

كما تسرح الأنعام إلى الضريع (٢)، والزقوم (٣)، ورضف (٤) جهنم. قال: ما هؤلاء ياجبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلامٍ للعبيد (٥). الحديث بطوله في قصة الإسراء وفرض الصلاة. رواه البزار عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة.

١٦ - وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت من عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعته منه، وكنتُ أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تلف مالٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلا بحبسِ (٦) الزكاة. رواه الطبراني في الأوسط، وهو حديث غريب.

١٧ - وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) يمشون إلى جمع المال في الدنيا كما تمشى الماشية، والإبل إلى المراعى .. والمسارح: المواضع التى تسرح إليها الماشية للرعى، وفيه حديث أم زرع (له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك) استعمل النبى صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة يسرحون لخستهم يوم القيامة ودناءتهم وحقارتهم، وأنهم في الدنيا مثل الحيوانات يسعون لملء بطونهم وجيوبهم فيكنزون، ولا يعلمون خيراً كما قال تعالى في الكفار: (يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) وهؤلاء أيضاً الذين لا يخرجون الزكاة ينالون عقابا مثلهم.
(٢) نبت بالحجاز له شوك كبار ويقال له الشيرق وفيه حديث أهل النار (فيغاثون بطعام من ضريع) قال تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم: (هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية تسقى من عين آنية ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع).
(٣) عبارة عن أطعمة كريهة في النار. قال تعالى: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى في البطون كغلى الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم) سورة الدخان.
(الأثيم): كثير الآثام، والمراد به الكافر (كالمهل): ما يمهل في النار ليذوب (خذوه) أيها الزبانية (فاعتلوه): فجروه إلى وسط النار، وقولوا له استهزاء به (ذق) تقريعاً على مكان يزعمه، ويقصر فى الزكاة (تمترون): تشكون في ثواب الإنفاق، وتمارون في عذاب الله.
(٤) حجارة محماة على النار واحدها رضفة.
(٥) الله سبحانه تنزه عن الظلم، وما هذا إلا جزاء ما كنزوا في دنياهم، وكانت آياته تعالى تتلى عليهم في بيان الإنفاق، وفضل الزكاة فيزيدون بخلا.
(٦) عدم إخراجها بسبب دمار البيوت العامرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>