فتنة سبب الوقوع في الإثم أو محنة من الله تعالى ليبلوا الناس. أيعملون الصالحات بالنعمة؟ أولا (أجر عظيم) لمن آثر رضا الله، وراعى حدود الله (فرقانا) هداية في قلوبهم تفرقون بين الحق والباطل ومخرجا من الشبهات ونجاة عما تحذرون في الدنيا والآخرة وظهوراً يشهر أمركم ويبث صيتكم ويستر خطاياكم ويعفو عنكم والله صاحب الفضل الجزيل تنبيهاً على أن ما وعده على التقوى تفضل منه وإحسان، وأنه ليس مما يوجب تقواهم عليه كالسيد إذا وعد عبده إنعاما على عمل. الدليل السادس: البخلاء فيهم خصلة النفاق والمنافقون مذمومون في الدنيا والآخرة، وأموالهم ظاهرها نعمة وعز وباطنها عذاب وخراب وفتنة ونقمة ولما فيها من غضب على التقصير في الزكاة، وقد أخبر الله عن المنافقين صفتين: أ - يصلون ونفوسهم مريضة وقلوبهم خاوية من حب الله وخشيته. ب - ينفقون مضطرين ويصرفون مكرهين ومن كان هذا عمله فلا تنفعه أمواله ويخسر دنياه وآخرته بل يحق عليه العذاب بالله. قال تعالى: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون. فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) ٥٦ من سورة التوبة. فقد بين الله تعالى عدم قبول نفقات الفاسقين الكافرين بالله تعالى لعدم إخلاصهم في حب الله ورسوله، وهذا في الكفار معاصرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يتشبه في البخل وعدم إخراج الزكاة ومحاربة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو منهم وعقابه مثلهم (وتزهق أنفسهم) أي فيموتوا كافرين مشتغلين بالتمتع عن النظر في عاقبة أعمالهم، إذا ضيعوا ثمرة المال فبخلوا وشحوا في الإنفاق في سبيل الله. وأما المزكون والمتشبهون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والعاملون بالسنة فأخبر الله عنهم بالغنى والسعة والسعادة والغنيمة والنصر في الدنيا والجنة والكرامة في الآخرة. أي تعمر بيوتهم ويتمتعون بمنافع الدارين قال تعالى: (لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون. أعد الله لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم) ٨٩ من سورة التوبة. أي إن تخلف عن مساعدتك يا محمد أولو الفضل والسعة ورضوا عدم الجهاد وجلسوا مع النساء والخوالف فقد جاهد معك من هو خير منهم ولهم جزاء كبير ونجاح وكثرة مال وخير وفير وفوز بالمطالب.