للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= (يدع اليتيم) هو أبو جهل كان وصيا ليتيم فجاءه عريانا يسأله من مال نفسه فدفعه، أو أبو سفيان: نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقرعه بعصاه، أو الوليد بن المغيرة، أو منافق بخيل: وشاهدنا واد في جهنم (ويل) لمانعى الزكاة البخلاء فقد جعل الله مأواهم جهنم لم ينفقوا في طاعة الله ولم يحسنوا في حياتهم إلى الفقراء.
إن الله تعالى جعل الإنفاق في الخير من صفات المؤمنين. قال تعالى: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ١ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ٢ الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ٣ أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) ٤ من سورة الأنفال.
أي ابتعدوا أيها المؤمنون عن الاختلاف والمشاجرة، وخافوا الله في أداء أعمالكم وواسوا أقرباءكم ومدوهم بالمساعدة وأعينوهم (وأصلحوا ذات بينكم).
قال البيضاوى: الحال التى بينكم المساواة والمساعدة فيما رزقكم الله وتسليم أمره إلى الله والرسول: أي إن كنتم كاملى الإيمان، وكمال الإيمان بهذه الثلاثة:
أ - طاعة الأوامر.
ب - الاتقاء عن المعاصى.
جـ - إصلاح ذات البين بالعدل والإحسان، وتلك شاهدنا الزكاة تعمر البيوت بالألفة والمودة، والبخل مدمر وباعث الشقاق ومرسل الكدر ومحرك الضغائن وموقد العداوة ومزيل راحة الضمير وهناءة البال. ثم قصر سبحانه وتعالى صفات المؤمنين:
أولا: فزع القلوب لذكر الله استعظاما له، وتهيباً من جلاله، ولا تقدم على معصية خشية لله.
ثانيا: زيادة الإيمان بسماع القرآن، واطمئنان النفس به، ورسوخ اليقين بربه، وتوطيد العزيمة على العمل بموجبه.
ثالثا: يفوض المؤمنين الأمر إليه سبحانه، ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه.
رابعا: يقيمون الصلاة.
خامسا: ينفقون من كسب حلال، هؤلاء حققوا إيمانهم بأن ضموا إليه مكارم أعمال القلوب من الخشية والإخلاص والتوكل ومحاسن أفعال الجوارح التى هى العيار عليها من الصلاة والصدقة. وإن الله كافأهم:
أ - بدرجات الجنة يرتقونها بأعمالهم ولهم كرامة وعلو منزلة عند الله.
ب - محو ذنوب ما فرط منهم.
جـ - أعد لهم في الجنة نعيما لا ينقطع عدده ولا أمده مسكين أيها الإنسان تسعى وتجاهد وتجالد في حياتك ودنياك مشوبة بهموم وأكدار، فهل لك أن تمحص خصال المؤمنين وتتفقدها فيك وتجتهد أن تتخلى بها وتعمل عسى أن يصيبك هذا الجزاء الصادر من الكريم الحليم الذى لا تنفد خزائنه، ولا يجم معين فيضه وفضله، وقد جعل سبحانه وتعالى الشح صفة ملازمة للمنافقين البعيدين عن رحمته سبحانه. قال جل شأنه: (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون) ٦٨ من سورة التوبة.
أي صفات العصاة متشابهة في النفاق والبعد عن الإيمان يأمرون بالكفر والمعاصى وينهون عن الإيمان والطاعة والزكاة ويمسكون عن المبار وقبض اليد كناية عن الشح (نسوا الله) غفلوا عن طاعته وتركوا ذكره (فنسيهم) تركهم من لطفه وفضله: (وعدالله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) ٦٩ التوبة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>