للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ويعطى درس سخاء للمسلمين أن يجودوا ولو قل مالهم، ليكثر الله عليهم من نعمه، ويقيهم شر البخل الذى طرد ثعلبة من رحمة الله.
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصى تزيل النعم
ماذا أفاد قارون وثعلبة بعد موتهما، وقانون الله العام في محكمة كتابه: (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفى الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابى أصيب به من أشاء ورحمتى وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف ويناهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون) ١٥٧ من سورة الأعراف. الخبائث. الدم ولحم الخنزير والربا والرشوة وطلب بنو إسرائيل.
اللهم ابعث لنا حسن معيشة، وتوفيق طاعة، ونعمة الحياة والرخاء، وهناءة العيش وصحة البدن سبحانك تبنا إليك، فأجاب الله تعالى (رحمتى) للمؤمن والكافر، ولكن يدون نعيمها، ويكثر خيرها في الدنيا والآخرة لاثنين:
أولا: المؤمن الذى يخاف الله، ويجتنب الكفر، ويبعد عن المعاصى.
ثانيا: المؤمن الذى يزكى، ويؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركه. ومضمون الآية جواب دعاء موسى عليه السلام، وأن الذى الذى أصاب المسلمين الآن سببه بخل الأغنياء، وشح الموسرين، فأين إنشاء المدارس، وتشييد دور العلم، وإقامة المعاهد والمصانع، وإدارة المتاجر ووجود المشاقى والملاجئ، وتشجيع مشروعات الخير.
سرح نظرك نحو أوربا وأمريكا تجد تاريخ الأبطال مملوء بالأعمال الجسام، والوقف على أعمال البر بالآف الجنيهات فسادوا وملكوا واستعمروا وفازوا بالمخترعات الحديثة، وعاش أبناؤهم في رغد العيش وعز النفس:
كما مات قوم وما ماتت مكارمهم ... وعاش قوم وهم في الناس أموات
والله تعالى رغب في الانفاق لتدوم سعادة الحياة، وكثيراً ما ذكر صفات المؤمنين وكرر:
أ - في سورة القصص (ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون).
ب - في سورة الشورى (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) وعرف العقلاء أن متاع الدنيا فان منقض، ونعيم الله باق في الدنيا والآخرة. قال تعالى: (وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون. أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين) ٦١ من سورة القصص.
الوعد الحسن بالجنة وهو مدركه لا محالة لامتناع الخلف في وعده سبحانه، ومتاع الدنيا مشوب بالآلام مكدر بالمتاعب مستعقب بالتحسر على الانقطاع، ويحضر صاحب النعمة ليسأل عنها فيما أفناها (لتسألن يومئذ عن النعيم).
وقال تعالى: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين) ٤٥ سورة المدثر.
وقال تعالى: (أرأيت الذى يكذب بالدين، فذلك الذى يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين).
٣ سورة الماعون: أي يدفع اليتيم دفعاً عنيفاً، ولا يحسن إليه، ولا يحث أهله على الصدقة لعدم اعتقاده بالجزاء. قال تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون: ويمنعون الماعون) ٧ سورة الماعون.
قال البيضاوى: أي الزكاة وما يتعاود في العادة والفاء للجزاء والمعنى إذا كان عدم المبالاة باليتيم من ضعف الدين والموجب للذم والتوبيخ فالسهو عن الصلاة التى هى عماد الدين والرياء الذى هو شعبة من الكفر، ومنع الزكاة التى هى فطرة الإسلام أحق بذلك أهـ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>