للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الصدقة فقال: يا أبا الوليد: اتقِ الله لا تأتي يوم القيامة ببعيرٍ تحملهُ له رُغاء، أو بقرةٌ لها خُوارٌ، أو شاةٍ لها ثُغَاءٌ. قال: يا رسول الله إن ذلك لكذلك؟ قال: إي والذي نفسي بيده. قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعملُ لك على شيء أبداً" رواه الطبراني في الكبير، وإسناده صحيح.

[الرغاء]: بضم الراء وبالغين المعجمة والمد: صوت البعير.

[والخوار]: بضم الخاء المعجمة: صوت البقر.

[والثغاء]: بضم الثاء المثلثة، وبالغين المعجمة ممدوداً: هو صوت الغنم.

٨ - وعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: "من استعملناهُ منكم على عملٍ فكتمنا مخيطاً فما فوقهُ كان غلولاً لا يأتي به يوم القيامة، فقام إليه رجلٌ أسود من الأنصار كأني أنظرُ إليه، فقال: يا رسول الله اقْبَلْ عني عملك. قال: ومالك؟ قال: سمعتك تقول كذا وكذا. قال: وأنا أقولُ الآن:


= وظائف قابض الزكاة كما قال الغزالي، وإخفاؤها أحسن أو إظهارها؟
أولاً: أن يعلم أن الله تعالى أوجب صرف الزكاة إليه ليكفي همه ولتزيده عبادة وحمداً.
ثانياً: أن يشكر المعطي ويدعو له ويثني عليه ويكون ذلك بحيث لا يخرجه عن كونه واسطة، ولكنه طريق وصول نعمة الله سبحانه إليه.
ثالثاً: أن ينظر فيما يأخذه فإن لم يكن من حل تورع عنه "ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".
رابعاً: أن يتوقى مواقع الريبة والاشتباه في مقدار ما يأخذه فلا يأخذ إلا القدر المباح.
خامساً: أن يسأل صاحب المال عن قدر الواجب عليه فإن كان ما يعطيه فوق الثمن، فلا يأخذه منه.
فوائد إخفاء الصدقة:
أولاً: أبقى للستر.
ثانياً: أسلم لقلوب الناس وألسنتهم.
ثالثاً: إعانة المعطي على إسرار العمل.
رابعاً: إن في إظهار الأخذ ذلاً وامتهاناً.
خامساً: الاحتراز عن شبهة الشركة.
أما إظهارها:
(أ) يدعو إلى الإخلاص والصدق والسلامة عن تلبس الحال والمراءاة.
(ب) إسقاط الجاه والمنزلة، وإظهار العبودية والمسكنة، والتبري عن الكبرياء، ودعوى الاستغناء، وإسقاط النفس من أعين الخلق.
(جـ) هو أن المعارف لا نظر له إلا إلى الله عز وجل، والسر والعلانية في حقه واحد.
(د) إن الإظهار إقامة لسنة الشكر، وقد قال تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث" والكتمان كفران النعمة، وقد ذم الله تعالى ما كتم من آتاه الله عز وجل، وقرنه بالبخل. قال تعالى: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله" وقال: (إذا أنعم الله على عبده نعمة أحب أن ترى نعمته عليه). رواه أحمد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهم بسند صحيح. أهـ ص ٢٨٥ جـ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>