أولاً: أن يعلم أن الله تعالى أوجب صرف الزكاة إليه ليكفي همه ولتزيده عبادة وحمداً. ثانياً: أن يشكر المعطي ويدعو له ويثني عليه ويكون ذلك بحيث لا يخرجه عن كونه واسطة، ولكنه طريق وصول نعمة الله سبحانه إليه. ثالثاً: أن ينظر فيما يأخذه فإن لم يكن من حل تورع عنه "ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب". رابعاً: أن يتوقى مواقع الريبة والاشتباه في مقدار ما يأخذه فلا يأخذ إلا القدر المباح. خامساً: أن يسأل صاحب المال عن قدر الواجب عليه فإن كان ما يعطيه فوق الثمن، فلا يأخذه منه. فوائد إخفاء الصدقة: أولاً: أبقى للستر. ثانياً: أسلم لقلوب الناس وألسنتهم. ثالثاً: إعانة المعطي على إسرار العمل. رابعاً: إن في إظهار الأخذ ذلاً وامتهاناً. خامساً: الاحتراز عن شبهة الشركة. أما إظهارها: (أ) يدعو إلى الإخلاص والصدق والسلامة عن تلبس الحال والمراءاة. (ب) إسقاط الجاه والمنزلة، وإظهار العبودية والمسكنة، والتبري عن الكبرياء، ودعوى الاستغناء، وإسقاط النفس من أعين الخلق. (جـ) هو أن المعارف لا نظر له إلا إلى الله عز وجل، والسر والعلانية في حقه واحد. (د) إن الإظهار إقامة لسنة الشكر، وقد قال تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث" والكتمان كفران النعمة، وقد ذم الله تعالى ما كتم من آتاه الله عز وجل، وقرنه بالبخل. قال تعالى: "الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله" وقال: (إذا أنعم الله على عبده نعمة أحب أن ترى نعمته عليه). رواه أحمد من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهم بسند صحيح. أهـ ص ٢٨٥ جـ ١.