للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا وهم معنا، حبسهم العذر (١). رواه البخاري وأبو داود، ولفظه: إن النبى ? قال لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم (٢) قالوا يا رسول الله: وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال حبسهم المرض.

١٩ - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى أجسامكم (٣) ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم. رواه مسلم.

ما نقص مال عبد من صدقة

٢٠ - وعن أبي كبشة الأنمارىَّ رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثٌ أُقسم عليهن (٤) وأحدِّثُكُمْ حديثا فاحفظه. قال: ما نقص (٥) مال عبدٍ من صدقة، ولا ظلم (٦) عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسأله (٧) إلا فتح الله عليه باب فقر (أو كلمة نحوها) وأُحدثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقى (٨) فيه ربه، ويصل (٩) فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا (١٠)، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا، ولم يرزقه علما يخبط (١١) في ماله بغير علم، ولا يتقى فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث (١٢) المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لى مالا لعملت فيه بعمل فلان (١٣) فهو بنيته فوزرهما (١٤)

سواء (رواه أحمد والترمذي، واللفظ له، وقال حديث


(١) المرض.
(٢) قلوبهم متهجة لأجل نصر دين الله.
(٣) نضارة الجسم، وبهجة الصور لا تقدم الإنسان ولا تؤخره في دينه وسعادته، ولكن الذي يوصلك إلى الله جل وعلا حسن النية وخشية الله، والتفكير في خلق الله، وإضمار الخير للمسلمين وترك الشر، فالقلب بيت الرب، وهو الآمر الناهى لحركات الجسم، وهو العقل المدبر للافعال.
(٤) أوكد بصحتهن.
(٥) ما قل، والمعنى الزكاة: تنمي المال، والإنفاق لله يبارك ويجلب السعادة.
(٦) أوذى، وكظم عيظه، وفوض أمره إلى الله.
(٧) حاجة، وأظهر الذل والفقر، مع أنه في سعة ومغمور بالنعم.
(٨) يخشى الله ويخاف عذابه.
(٩) يزور أقاربه ويعطيهم من أمواله.
(١٠) زكاة.
(١١) يجرى في ماله من غير هدي، وينفقه في الباطل، ولا يصرف في وجوه الحلال، ولا يخلد ذكراه بالصالحات، وأقاربه محرومون من خيره.
(١٢) بأسوأ، لأن عمله سيء، وحالته رديئة، وأطلق عنان الهوى، واسترسل في الشهوات، واستعمل المال في وجوه الحرام.
(١٣) يتمنى ذلك المعدم مالا لينفقه في شهواته وملذاته فيحاسبه الله على نياته الخبيثة؛ ويعاقب على ما نوى، إذ الذى أقعده عن الموبقات فقره وعدمه، فهذا مثل الخبيث.
(١٤) عقابهما واحد؛ وذنبهما واحد ..

<<  <  ج: ص:  >  >>