للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا حول ولا قوة إلا بالله (١)، وأن أتكلم بِمُرِّ الحق، ولا تأخذني في الله لومةُ لائمٍ (٢)، وأن لا أسأل الناس شيئاً" رواه أحمد والطبراني من رواية الشعبي عن أبي ذر، ولم يسمع منه.

اليد العليا خير من اليد السفلى

٢٥ - وعن حكيم بن حزامٍ رضي الله عنه قال: "سألتُ رسول الله فأعطاني، ثم سألتهُ فأعطاني، ثم سألتهُ فأعطاني، ثم قال: يا حكيم! هذا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ، فمن أخذهُ بسخاوةِ نفسٍ بُوركَ له فيه، ومن أخذهُ بإشرافِ نفسٍ لم يُباركْ له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يشبعُ، واليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى. قال حكيمٌ: فقلتُ: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرْزَأ أحداً بعدك شيئاً حتى أفَارِقَ الدنيا، فكان أبو بكرٍ رضي الله عنه يدعو حكيماً ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئاً، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاهُ ليعطيه العطاء، فأبى أن يقبلهُ، فقال يا معشر المسلمين: أشهدكم على حكيمٍ أني أُعْرِضُ عليه حقهُ الذي قسمَ الله له في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذهُ، ولم يَرْزَأ حكيمٌ أحداً من الناس بعد النبي حتى تُوُفيَّ رضي الله عنه" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي باختصار.

[يرزأ] براء، ثم زاي، ثم همزة: معناه لم يأخذ من أحد شيئاً.

[وإشراف النفس] بكسر الهمزة، وبالشين المعجمة وآخره فاء: هو تطلعها وطمعها وشرهها.

[وسخاوة النفس]: ضد ذلك.

٢٦ - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "من يكفل (٣) لي أن لا يسأل الناس شيئاً أتكفل له بالجنة، فقلتُ: أنا، فكان لا يسألُ أحداً شيئاً" رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، وأبو داود بإسناد صحيح. وعن ابن ماجة قال: "لا تسأل الناس شيئاً. قال: فكان ثوبان يقعُ سوطهُ وهو راكبٌ، فلا يقولُ لأحدٍ ناولنيهِ حتى ينزلَ فيأخذهُ".

٢٧ - وعن عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه أن رسول الله


(١) أن أجعلها ورداً صباح مساء.
(٢) لا يهمني في الحق أحد كثير العتب والتعنيف.
(٣) يضمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>