غداً توفى النفس ما كسبت ... ويحصد الزارعون ما زرعوا إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ... وإن أساءوا فبئس ما صنعوا (١) يقص لك صلى الله عليه وسلم حكاية المتصدق (فأتصدق بثلثه) يسوق الله له غيثاً، ويبعث له مطراً ويرسل له مساء مسخراً من قبل الله يتوجه لزراعة ذلك الرجل الصالح المحسن، وقد أسمعه الله كرامة له صوت ذلك الذين في السحاب: (اسق حديقة فلان) وسط صحراء لا نبات فيها. والدرس من هذا الحديث العذب طلب الإنفاق لله، وكثرة الصدقة، والعمل لله والله يهب الأرزاق، ويعطي البركة للمزكين. قال تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد). أين الملحدون المنكرون كرامة الأولياء، وهذا رجل في بستانه شاهد عمله رجل آخر سمع صوتا في السحابة ومشى مع مسيل الماء، فسأل عن صاحب البستان فطابق الاسم المنادي فاستفهم: فما تصنع فيها؟ فأجاب. أ - ينفق ثلث إيراد الحديقة لله. ب - وينفق على أهله وأسرته الثلث الثاني. جـ - ويشتري ما يلزم للزراعة من الثلث الأخير. هل يتعظ المسلمون بهذا، ملائكة الله تسوق الأمطار لسقي الصالحين، ورى أرضهم، إن من نظام الله البديع أن سخر ملائكته لأعمال اقتضتها حكمته سبحانه، ومنها الموكلون بالسحاب، وقد سمعت الأمر (اسق حديثة فلان). قال تعالى: أ - (أفرأيتم الماء الذي تشربون ٦٨ أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ٦٩ لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) ٧٠ من سورة الواقعة. فأنت ترى نعم الله العظيمة، ومنها: الماء العذب الذي نشربه ينزلهن الله من السحاب حسب إرادته تفضلا =