للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعض مشايخنا: صوابه بيْرحي: بفتح الباء الموحدة، والراء مقصوراً، وإنما صحفه الناس.

وقوله (رابح) روى بالباء الموحدة، وبالياء المثناة تحت.

٣٤ - وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله: ما تقول في الصَّلاة؟ قال: تمام العمل (١). قلتُ: يا رسول الله: تركتُ أفضل عملٍ في نفسي أوْ خيره؟ قال: ما هو؟ قلتُ: الصَّوم؟ قال: خير وليس هناك. قُلت يا رسول الله: أي الصَّدقة وذكر كلمة. قلت: فإن لم أقدر؟ قال: بفضل (٢) طعامك. قلت: فإن (٣) أفعل؟ قال: بشقِّ (٤) تمرةٍ. قلت: فإن لم أفعل؟ قال: بكلمة طيبةٍ (٥). قلت: فإن لم أفعل؟ قال: دع الناس (٦) من الشِّرِّ، فإنَّها صدقة تصَّدق بها على نفسك. قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تريد أن لا تدع (٧) فيك من الخير شيئاً. رواه البزار، واللفظ له وابن حبان في صحيحه أطول منه بنحوه، والحاكم، ويأتي لفظه إن شاء الله.

٣٥ - وروى البيهقي، ولفظه في إحدى رواياته قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا يُنْجِي العبد من النَّار؟ قال: الإيمان بالله - التصديق بوجوده سبحانه وتعالى، والثقة به (٨). قُلت يا نبي الله: مع الإيمان عمل؟ قال: أن ترضخ (٩) مما خوَّلك (١٠) الله، وترضخ مما رزقك الله. قُلْتُ يا نبيَّ الله، فإنْ كان فقيراً لا يجد ما يرضخ؟ قال: يأمر بالمعروف (١١) وينهى (١٢) عن


(١) حسن أدائها وإتمام أركانها وسنتها.
(٢) ما زاد عن حاجتك وحاجة عيالك تصدق به.
(٣) كذا ص ٢٩٨ ود، وفي ن ط: ان.
(٤) تصدق إن لم تجد شيئاً بنصف تمرة، أو بما يوازي قيمتها ليكون لك القدح المعل مع المتصدقين فتجود النفس بما تلك.
(٥) تصدق بطيب الكلام، وحسن الألفاظ، واجتناب الكلام البذيء.
(٦) اترك الشر، ولا تسع في الضرر، وكن محضر خير، ورسول سلام، وداعي إصلاح ومودة.
(٧) ان لا تترك. جواب بديع: أي لا بد للإنسان أن يكون فيه ذرة من خير، ولا يخلو من محامد، فهذا أبو ذر رضي الله عنه يكثر من - فإن لم أفعل - فيسهل عليه صلى الله عليه وسلم الجواب، ويدعوه إلى عمل ولو قل من نصف تمرة أو ألفاظ حسنة عذبة، أو اجتناب الشرور، وترك القبائح، وإلا فياخيبة من لم يفعل ذلك، ولم تكن في صحيفته حسنات من الصالحات، ويقول صلى الله عليه وسلم: (تريد أن لا تدع فيك من الخير شيئاً) أي تود يا أبا ذر ألا يكون لك شيء من المكارم وإن حقر - وفيه أن الإنسان يضرب بسهم صائب في الإنفاق وتشييد الطيبات، ويتصدق بما زاد عن طلباته الضرورية، ويحسن القول، ويتقي الله.
(٨) التصديق بوجوده سبحانه وتعالى، والثقة به.
(٩) نعطي عطاء قليلا.
(١٠) ملكك الله، والتخول: التعهد.
(١١) يرشد إلى الخير وينصح، ويدعو إلى الفضائل، وبحث على اجتناب الرذائل، وينهى عن القبائح.
(١٢) فليساعد الأحمق، وليقبض على يد المجرم، وليمنع الأشرار.

<<  <  ج: ص:  >  >>