إن عبادة ذلك الرجل قاصرة عليه لا يتعدى ثوابها لغيره، وهي لغني حميد سبحانه، فلم تنفع إزاء معصية حاسبة الله عليها ولكن مر بخاطره الكرم وعلاج البخل، والتحلي بالجود والسخاء: فتصدق برغيف أو اثنين، فقبل الله صدقته فضاعف ثوابه، فثقل ميزانه، فرجحت عن الفاحشة، فغفر الله له. (١) ندم واستغفر، وأقر بذنبه، فعفا الله عنه، ومتعه بفضله. قال تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ٢٢ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ٢٣ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ٢٤ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد) ٢٥ من سورة الحديد. (مصيبة) كجدب وعاهة في الأرض (ولا في أنفسكم) كمرض وآفة إلى مكتوبة في اللوح المحفوظ مثبتة في علم الله تعالى. (نبرأها): نخلقها - والضمير للأرض أو للمعصية أو للأنفس. (بما آتاكم) بما أعطاكم الله منها فإن من علم أن الكل مقدر هان عليه الأمر، والمراد به نفي الأسى المانع عن التسليم لأمر الله، والفرح الموجب للبطر والاختيال، والمختار بالمال يضن به غالباً، ومن يعرض عن الإنفاق، فإن الله عني عنه، وعن إنفاقه محمود في ذاته لا يضره الأعراض عن شكره: ولاينفعه التقرب إليه بشكر من نعمه. وفيه تهديد، وإشعار بأن الأمر بالإنفاق لمصلحة المنفق أهـ بيضاوي. آمنت بالله واعتقدت أن الصدقة تنفع صاحبها، وتكون سبب غفران ان ذنوبه وزيادة رزقه: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس فوائد الصدقة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أولا: تنمية ثواب الصدقة وزادة أجرها وادخارها عند الغني الوهاب (يقبلها بيمينه ثم يربيها). =