للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسن صحيح، ومعنى قوله: منح منيحة ورقٍ. إنما يعنى به قرض الدرهم، وقوله: أوْ هدى زُقاقاً: إنما يعنى به هداية الطريق، وهو إرشاد السبيل انتهاء.

٢ - وعنْ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: كلُّ قرْض (١)

صدقة. رواه الطبراني بإسناد حسن والبيهقي.

٣ - وعنْ أبي أمامة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: دخل رجل الجنَّة فرأى مكتوباً على بابها: الصَّدقة بعشر أمثالها، والقرضُ بثمانية عشر. رواه الطبراني والبيهقي، كلاهما من رواية عتبة بن حميد.


(١) ما تعطيه من المال لتقضاه، وما سلفت من إحسان. قال تعالى: (وأقرضوا الله قرضاً حسناً). وفي الغريب وسمى ما يدفع إلى الإنسان من المال بشرط رد بدلة قرضا. قال تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسناً) أهـ واعتقد أن بذل المال في سبيل ارضاء الله سبحانه وتعالى يساوي بذل النفوس باخلاص لتجاهد في نصر دينه، وإذا تصفحت كتاب الله العزيز تجد في سورة الصف.
أ - (يأيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ١٠ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنت تعلمون ١١ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ١٢ وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين) ١٣ من سورة الصف.
القرض كما قال العلماء الفقهاء في كتب الفقه
وهو تمليك الشيء على أن يرد مثله، وهو سنة مؤكدة، وقد يجب للمضطر، ويحرم لمن يستعين به على معصية. وأركانه أربعة: الصيغة والمقرض والمتعاقدان، والصيغة نحو أقرضتك، ويقول الآخذ: قبلت، ويجوز إقراض كل ما يجوز فيه السلم (١) مما ينضبط، أما ما لا ينضبط (٢) فلا يجوز إقراضه العجين كالخميرة والخبز وزنا، وأجازه بعضهم عدا، وعليه العمل في الأمصار، ويرد المقترض مثل ما اقترض، ولا يجوز قرض نقد أو غيره بشرط جر منفعة للمقرض كأن يرد زيادة، أو يرد ببلد آخر، فلورد زائدا قدرا أو صفة بلا شرط فلا بأس ولا كراهة، ولو شرط أجلا فالشرط لغو، وللمقرض مطالبته قبل حلوله، ويسن الوفاء بالتأجيل فإن شرط المقرض في القرض الأجل لمنفعة تعود عليه فسد القرض، ويصح الاقراض تبشرط الإشهاد والكفيل والرهن. أهـ تنوير القلوب ص ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>