للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه من مال وارثهِ؟ قال: فإنَّ ماله ما قدَّم (١)، ومال وارثهِ ما أخَّر (٢). رواه البخاري والنسائي.

٩ - وعنْهُ رضي الله عنه قال: دخل النَّبي صلى الله عليه وسلم على بلالٍ وعنده صبر (٣) من تمرٍ، فقال: ما هذا يا بلال (٤)؟ قال: أعدُّ ذلك لأضْيافك. قال: أما تخشى أن يكون لك دخان في نار (٥) جهنَّم، أنفق يا بلالُ (٦)، ولا تخش من ذي العرش إقلالاً (٧)، رواه البزار بإسناد حسن، والطبراني في الكبير، وقال:

أما تخشى أن يفور له بخارٌ في نار جهنَّمَ.

١٠ - وعنْ أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالاً، فأخرج له صبرا من تمرٍ، فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: ادَّخرته لك يا رسول الله. قال: أما تخشى أن يجعل لك بخار في نار جهنمَّ، أنفق يا بلال، ولا تخشَ من ذي العرش إقلالاً. رواه أبو يعلي، والطبراني في الكبير، والأوسط بإسناد حسن.

١١ - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا توكي فيوكأ عليكِ.

وفي رواية: أنفقي، أو انفحي (٨) أو انضحي، ولا تُحْصي فيحصي الله عليك، ولا تُوعي فيوعى الله عليك. رواه البخاري ومسلم، وأبو داود.


(١) من إنفاقه في طاعة الله، وعمل البر، وتشييد الصالحات الباقي جزاؤها.
(٢) التركة المقسمة بعده.
(٣) كذا ع ٣١٢ ون د، وفي ن ط، وهي الطعام المجتمع كالكومة.
(٤) استفهام منه صلى الله عليه وسلم ليعلم سبب ادخارها.
(٥) أي ربما تموت ولا تنفقها في طاعة الله، فيبقى سؤال الله عنها، ولها دخان في نار جهنم يحيط بك ويمر عليك عذابا وجزاء عدم إنفاقها.
(٦) جد يا بلال.
(٧) ولا تخف من المولى جل وعلا قلة وضيق رزق، فهو المعطي الوهاب ذو الجلال والإكرام. والعرش كما قال علماء التوحيد: جسم عظيم نوراني غلوي محيط بجميع الأجسام، والتحقيق أنه قبة فوق العالم ذات أعمدة أربعة، تحمله الملائكة في الدنيا تأربعة، وفي الآخرة ثمان لزيادة إحلال والعظمة، رءوسهم عند العرش في السماء السابعة، وأقدامهم في الأرض السفل. أهـ كتابي (النهج السعيد في علم التوحيد) ص ١٤٠.
قال تعالى في بيان عظمته: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم) أي محدقين به ملتبسين بحمده.
(٨) أي أعطى: قال النووي: والنفح والنضح: العطاء، ويطلق النضح على الصب أيضاً، ومعناه الحث على النفقة في الطاعة، والنهي عن الإمساك والبخل والإحصاء، وعن ادخال المال في العطاء ص ١١٩ - ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>