ب - (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) ٨٢ من سورة الكهف. قال البيضاوي: كنز من ذهب أو فضة، روى ذلك مرفوعاً، والذم على كنزهما في قوله: (والذين يكنزون الذهب والفضة): لمن لا يؤدي زكاتهما، وما تعلق بهما من الحقوق. واسمهما: أصرم وصريم. (صالحا) تنبيه علي أن سعيه ذلك كان لصلاحه، قيل: كان بينهما وبين الأب الذي حفظا فيه سبعة آباء، وكان سياحا، واسمه كاشح (أشدهما) الحلم وكمال الرأي: (رحمة): مرحومين من ربك، وقال تعالى جـ - (إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) ١٩٦ من سورة الأعراف. قال البيضاوي: ومن عادته تعالى أن يتولى الصالحين من عباده فضلا عن أنبيائه. (١) شيء حافظ للدراهم. صر الصرة: شدها، وصر الناقة: شد عليها. (٢) هازم جيوش الفرس، والقائد الماهر، وأمير الجند، وأمين الأمة في زمن سيدنا عمر رضي الله عنهما. (٣) صحابي جليل، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. هذا درس، يأخذ هذان الصحابيان المال فيوزعانه على الفقراء. هل لك أيها المسلم أن ترغب في الصالحات، وفي الإنفاق لله رجاء أن تتقرب إلى ربك بالرضا والكرم.