للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يخْصب (١). فإنْ سابَّهُ أحد، أوْ قاتله فليقلْ: إني صائمٌ (٢) إنِّي صائم، والذي نفسُ محمدٍ بيده لخلوفُ فم الصَّائم (٣) أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتانِ (٤)

يفرحُهما: إذا أفْطر فرح بفطرهِ، ورذا لقي ربَّه فرح بصومهِ رواه البخاري، واللفظ له، ومسلم.

٢ - وفي رواية للبخاري: يَتْرُكُ طعامهُ وشرابهُ وشهوته (٥) من أجلى (٦)، الصِّيام لي وأنا أجْزي به، والحسنة بعشرِ أمثالها.


= تنبيها على جواز دعائهن إلى ذلك، ومكالمتهن فيه، وقوله: (فلا رفث ولا فسوق) يحتمل أن يكون نهيا عن تعاطي الجماع، وأن يكون نهيا عن الحديث في ذلك إذ هو من دواعيه، والأول أصح أهـ ص ١٩٩.
(١) ولا يصيح، وفي مسلم: ولا يسخب بالسين.
(٢) أي ممسك عن الدنايا خائف من ربي أن يبطل صومي، وفيه دع للنفس، وطلب تحليها بالكمالات والفضائل وتخليها من الرذائل، وطمأنينة القلب لثواب الله تعالى، وقدوة حسنة في التقوى.
(٣) تغير رائحة الفم. قال النووي: وأما معنى الحديث فقال القاضي قال المازري: هذا مجاز واستعارة لأن استطابة بعض الروائح من صفات الحيوان الذي له طبائع تميل إلى شيء فتستطيبه، وتنفر من شيء فتستقذره، والله تعالى متقدس من ذلك، لكن جرت عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا، فاستعير ذلك في الصوم لتقريبه من الله تعالى. قال القاضي: وقيل: يجازيه الله تعالى به في الآخرة، فتكون نكهته أطيب من ريح المسك كما أن دم الشهيد يكون ريحه ريح المسك، وقيل: يحصل لصاحبه من الثواب أكثر مما يحصل لصاحب المسك، وقيل: رائحته عند ملائكة الله تعالى أطيب من رائحة المسك عندنا وإن كانت رائحة الخاوف عند خلافه، والأصح ما قاله الداوري من المغاربة، وقال من قال من أصحابنا: إن الخلوف أكثر ثوابا من المسك حيث ندب إليه في الجمع، والأعياد، ومجالس الحديث والذكر، وسائر مجامع الخير، واحتج أصحابنا بهذا الحديث على كراهة السواك للصائم بعد الزوال لأنه يزيل الخلوف الذي هو صفته وفضيلته، وإن كان السواك فيه فضل أيضا أهـ ص ٣٠ جـ ٨.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى الصائم أن يفحش في الكلام، ويقول البذيء: اللفظ الدنيء الساقط ولا يدنس صومه بألفاظ قبيحة.
(٤) عند إفطاره:
أ - يستبشر بالرضا وإزالة الجوع.
ب - استبشاره يوم القيامة بزيادة الأجر، وواسع النعيم. قال النووي: قال العلماء: أمر فرحته عند لقاء ربه فيما يراه من جزائه، وتذكر نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه لذلك، وأما عند فطره فسببها تمام عبادته وسلامتها من المفسدات وما يرجوه من ثوابها أهـ ص ٣٢ جـ ٨.
(٥) أي شهوة الجماع، ويدل لذلك حديث ان خزيمة: (ويدع زوجته من أجل)، وأصرح منه رواية (من الطعام والشراب والجماع) أهـ ص ١٤٤ ة ٢ شرقاوي.
(٦) أي من بين سائر الأعمال، أي ليس للصائم فيه حظ، أو لم يتعبد به أحد غيري، أو هو سر بيني وبين عبدي يفعله خالصا لوجهي، أو أن صفتي الصمدانية، وهي التنزه عن الغذاء، والصوم فيه نوع يوافقها لأن الصائم لا يأكل ولا يشرب فتخلق باسم الصمد أهـ شرقاوي علي الزبيدي. وأدنى درجات الصوم:
أ - الاقتصار على الكف من المفطرات.
ب - وأوسطها أن يضم إليه كف الجوارح من الجرائم.
جـ - وأعلاها أن يضم إليها كف القلب عن الوساوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>