للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلني عبثاً ولمْ يقْتُلني منفعةً (١). رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.

٦ - وعن ابن سيرين أنَّ عمر رضي الله عنه رأى رجلاً يسْحَبُ شاةً برجلها ليذْبحها، فقال له: ويْلك (٢) قدْها (٣) إلى الموت قوْداً جميلاً. رواه عبد الرزاق في كتابه موقوفاً.

٧ - ورواه أيضاً مرفوعاً عن محمد بن راشد عن الوضين بن عطاء قال: إنَّ جزَّاراً فتح باباً على شاةٍ ليذبحها فانفلتتْ منه حتى جاءت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاتَّبعها فأخذها يسْحبها برجلها، فقال لها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: اصبري لأمرْ الله، وأنت يا جزَّار فسقها سوقاً رفيقاً (٤) وهذا مُعْضل، والوضين فيه كلام.

٨ - وعنْ أبي صالحٍ الحنفيِّ عنْ رجلٍ من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم رآه ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مثَّلَ (٥) بذي روحٍ، ثمَّ لمْ يتبْ مثَّل الله به يوم القيامة (٦). رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون.

٩ - وعن ما لك بن نضلة رضي الله عنه قال: أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: هل تنتجُ (٧) إبل قوْمك صحاحاً فتعمدُ إلى المرسى فتقطع آذانها، وتشقُّ جلودها وتقول هذه صرْم فتحرِّمها عليك، وعلى أهلك؟ قلتُ: نعم. قال: فكلُّ ما آتاك الله حلٌّ، ساعد الله أشدُّ من ساعدك (٨)، وموسى (٩)

الله أشدُّ من موساك. رواه ابن حبان.


(١) لطلب فائدة يجنيها مني.
(٢) واد في جهنم لك على هذه القسوة والفظاظة. ما هذه الشدة؟
(٣) جرها، من قاد البعير واقتاده: جره خلفه: وفيه الرأفة بالحيوان عند ذبحه وعدم تألمه.
(٤) فخذها واذهب بها برحمة.
(٥) أي أظهرها أمامه وعذبها ونصبها كالهدف يرمي بها. وفيه النهي أن يمثل بالدواب: أي تنصب فترمى، وتقطع أطرافها: وهي حية. يقال مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه، وشوهت به: ومثلت بالقتيل: إذا جدعت أنفه أو أذنه، أو مذاكيره، أو شيئاً من أطرافه، والاسم المثلة: وأما مثل بالتشديد للمبالغة. أهـ نهاية.
(٦) عذبه الله بأنواع العذاب الشديد.
(٧) تتولى نتاجها على جعل الفاعل أنت: ويصح تنتج إبل: الفاعل إبل بمعنى تخرج صحيحة لم يقطع شيء، وكل أجزائها حلال: ولكن اليد هي التي تغير ما أحل الله.
(٨) الخالق القوي القادر أقوى منك: وخلق الحادثة هكذا فلا تغير شيئاً منها.
(٩) قدرته النافذة، وإرادته الصارمة: أوجد النتاج هكذا فلا تقطع شيئاً ما (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ٣١ من سورة الروم. هذا تمثيل للاقبال والاستقامة على دين الله والاهتمام به (فطر الناس عليها) خلقهم عليها وهي =

<<  <  ج: ص:  >  >>