للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وعنْ أبي سعيدٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يصبر أحد على لأوائها إلا كنت له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة إذا كان مسلماً. رواه مسلم.

(اللأواء) مهموزا ممدودا: هي شدة الضيق.

٢ - وعن سعدٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنِّي أحرِّمُ ما بين لابتي المدينة: أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها، وقال: المدينة خير لهمْ لوْ كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبتُ أحد لعى لأوائها وجهدها إلا كنتُ له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة.

زاد في رواية: ولا يريد أحد أهل (١) المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوْبَ الرَّصاص، أوْ ذوْب الملح في الماء. رواه مسلم.


= قال وقد تكون أو بمعنى الواو. فيكون لأهل المدينة شفيعاً وشهيداً إلى أن قال: فاختصاص أهل المدينة بهذا مع ما جاء من عمومها، وادخارها لجميع الأمة. إن هذه شفاعة أخرى غير العامة التي هي لإخراج أمته من النار، ومعافاة بعضهم منها بشفاعته صلى الله عليه وسلم في القيامة، وتكون هذه الشفاعة لأهل المدينة بزيادة الدرجات، أو تخفيف الحساب، أو بما شاء الله من ذلك، أو بإكرامهم يوم القيامة بأنواع من الكرامة كإيوائهم إلى ظل العرش، أو كونهم في روح وعلى منابر، أو الإسراع بهم إلى الجنة، أو غير ذلك من خصوص الكرامات الواردة لبعضهم دون بعض والله أعلم. أهـ ص ١٣٧ جـ ٩.
رب إني أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأود أن أسكن المدينة. فهل تتفضل علي بإجابة طلبي؟ رب هب لي المتاب، واغفر ذنوبي، وأرني النبي صلى الله عليه وسلم لأحظى بمشاهدة محياه السني في حياتي صلى الله عليه وسلم. رب أنفعني بسنته، ووفقني للعمل بشريعته، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.
(١) أحد أهل. كذا ط وع ص ٤١٠، وفي ن د: لأهل. قال القاضي هذه الزيادة: وهي قوله في النار تدفع إشكال الأحاديث التي لم تذكر فيها هذه الزيادة، وتبين أن هذا حكمه في الآخرة. قال: وقد يكون المراد به من أرادها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. كفى المسلمون أمره، واضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار. قال: وقد يكون في اللفظ تأخير وتقديم: أي أذابه الله ذوب الرصاص في النار ويكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يهمله الله، ولا يمكن له سلطانا. بل يذهبه عن قرب كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل مسلم ابن عقبة فإنه هلك في منصرفه عنها، ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك، وغيرهما ممن صنع صنيعهما. قال: وقيل قد يكون المراد من كادها اغتيالا، وطلباً لغرتها في غفلة. فلا يتم له أمره، بخلاف من أتى ذلك جهاراً كأمراء استباحوها. أهـ ص ١٣٨ جـ ٩ شرح النووي، وذلك مشاهد. فإن الله تعالى حفظها من كيد الأعداء وأحاطها بسياح الأمن العام، والطمأنينة التامة، والبركة، وطيب الهواء العليل البليل، والصحة الكاملة، والنعمة الشاملة، ووالله زاملنا في الطريق أخ صالح وصاحبنا مدة أعمال الحج، ولما انتهينا فارقنا بجدة، وأراد الذهاب إلى المدينة المنورة، وإن به حمى شديدة، وبعينيه رمد وألم، وأخذ به الضعف كل مأخذ، ويبكي كثيرا شوقا =

<<  <  ج: ص:  >  >>