للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى (١)

بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله (٢)، ومن ترك ديناً أو ضياعاً (٣) فإلىَّ وعلىَّ (٤). رواه مسلم وابن ماجه وغيرهما.

الفرقة الناجية، ستة لعنهم الله ورسوله

٣ - وعن معاوية رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفرق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهى الجماعة (٥) رواه أحمد وأبو داود، وزاد في رواية: وإنه سيخرج في أمتى أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق، ولا مفصل إلا دخله.

(قوله) الكلب بفتح الكاف واللام.

(قال الخطابي) هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلب. قال وعلامة ذلك في الكلب أن تحمرّ عيناه، ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانا ساوره.

٤ - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستة لعنتهم ولعنهم الله، وكل نبىٍّ مجاب: الزائد في كتاب الله عز وجل، والمكذب بقدر الله (٦) والمُتسلط على أمتى بالجبروت (٧) ليذلَّ من أعز الله، ويعز من أذل الله، والمستحل حرمه الله (٨)، والمستحل من عترتي (٩)

ما حرم الله، والتارك السنة. رواه الطبراني.


(١) أولى: أحق. قال ابن علان. قال أصحابنا: كان النبى صلى الله عليه وسلم إذا احتاج إلى طعام أو غيره وجب على صاحبه بذله له صلى الله عليه وسلم، وجاز له أخذه من مالكه المضطر له؛ وهذا وإن جاز له إلا أنه لم يقع .. قال الله تعالى: (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أهـ، وأرى أن المعنى أن المؤمنين يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم وهو جدير بكل إجلال ويدافعون عنه ويبذلون النفس والنفيس في نصره وإعزاز دينه، ويجاهدون في طاعته، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين) حتى قال عمر رضي الله عنه: أنت أعز علي يا رسول الله من نفسي التي بين جنبي.
(٢) الوارثين له إن استغرقوا فما بقى منهم من فرضهم إليه صلى الله عليه وسلم.
(٣) قال الحافظ هذا تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) قال أهل اللغة: والضياع. بفتح الضاد مصدر ضاع العيال، أي المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع، فأوقع المصدر موقع الاسم كما تقول: من مات وترك فقراءأهـ، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على الأسرة الفقيرة. وقيل إن كسرت ضاد ضياع كان جمع ضائع كجائع وجياع. أي ينشئ صلى الله عليه وسلم ملاجئ للعجزة الجائعين.
(٤) أي يقضيه تكرما ويعد ذلك واجبا عليه صلى الله عليه وسلم.
(٥) الملازمة للكتاب والسنة والمتبعة أعمال المهتدين.
(٦) في نسخة. بقدر.
(٧) الإرهاب.
(٨) محارمه.
(٩) أهل بيتى ومن اتبع سنتى وعمل بشريعتى إلى يوم الدين. قال الله تعالى في بيان إكرامهم: =

<<  <  ج: ص:  >  >>