لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يدانها ... أهـ إن بعض المسلمين قد ضلوا فهجروا زيارة قبور الصالحين بالسفسطة والتمشدق، وعكفوا على شهواتهم الدنيئة وتركوا حقوق الله اغترارا بزهرة الدنيا فبعدوا عن الله وهم لا يعلمون، والله تعالى وعد بالخير لمن والي الصاحلين وأوعد بالشر لمن والي العاصين والفاسقين. قال الله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا أباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون. ٢٤ قل إن كان أباءكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين). ٢٥ من سورة التوبة. قال البيضاوى نزلت في المهاجرين الذين قالوا إن هاجرنا فأطعنا آباءنا وأبناءنا وعشائرنا ذهبت تجارتنا وبقينا ضائعين، وقيل نزلت نهياً عن موالاة التسعة الذين ارتدوا ولحقوا بمكة، والمعنى لا تتخذوهم أولياء يمنعونكم عن الإيمان ويصدونكم عن الطاعة، وقوله تعالى (فتربصوا) جواب ووعيد والأمر عقوبة عاجلة أو آجلة، وفي الآية تشديد عظيم وقل من يتخلص منه أهـ بيضاوى ص ٢٧٨. لعل قائلا يقول هذا للكفار، نعم ونكن أريد أن استدل على محبة الصالحين أنها غنم وخير وعاقبة محمودة: وأطلب ترك محبة الملحدين والزنادقة الفاسقين ونتضافر على محبة الله ورسله وأوليائه الصالحين رجاء أن نحشر معهم ونتبع منهجهم، وفي حديث مسلم قوله صلى الله عليه وسلم (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتى أذكركم الله في أهل بيتى) فقال له حصين: ومن أهل بيته هم؟ قال هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس) ص ٧٦ رياض الصالحين للنووي. الله تعالى يقول: فتربصوا. ماذا ينتظر المسلمون بعد هذه المحن: أزمة ضاقت حلقاتها. محن اشتدت ريحها وهكذا من المصائب الآتية: من ضياع آداب الدين، وإهمال العاملين، وعدم محبة سيد المرسلين، وهجر مجالس المهتدين. (١) الأهواء، واتباع النفس فيما يغضب الله من أكل الحرام والزنا وارتكاب الموبقات.