(٢) الجبل الذي بالمدينة، وفي النهاية (إذا أراد الله بعد شر أمسك عليه بذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة كأنه عير). بالعير: الحمار الوحشي، وقيل أراد الجبل الذي بالمدينة اسمه عير، شبه عظم ذنوبه به. أهـ. فأنت ترى أمكنة مباركة يتيمن بها، وأمكنة قذرة خبيثة يتباعد عنها. وفي الحديث (حرم ما بين عير إلى ثور) أي جبلين بالمدينة، وقيل ثور بمكة، وفي النهاية، وقيل بمكة جبل يقال له عبر أيضاً. ولقد صدقت أن فيه أمكنة طاهرة صالحة للتبرك بها، وأنها لا تضر ولا تنفع. بل تكسبني مهابة في الله، وإجلالا في الله ومحبة في الله. لأنها شرفت بأقدام الأنبياء والمرسلين، والأولياء المتقين مشوا فيها وساروا فيها وجلسوا فيها، وحاربوا فيها، وعبدوا الله فيها. ودفنوا فيها مثل جبل أحد. كما أن فيه أمكنة فيها الشر، ومنبع الضير، ومعين الضرر، والبعد عنها غنيمة، وهجرها نجاح مثل عير والجحفة وأمثالهما، وأعتقد أن أرضاً ضمت: جدث ولي صالح وعابد متق لمباركة لأن الله تعالى كما وعد بإكرام عباده المتقين يكرم من التجأ إليه زائرا قبره متبعاً سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، وأعتقد أن أضرحة الصالحين والمساجد التي يذكر فيها اسم الله يبقى أثرها في الجنة (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) فعليك أخي بزيارة الصالحين والجلوس في مجلس العلم لتربح.