رابعاً: انهزام من لم يعدل ويتبع الحق وكسر شوكته وردعه وزجره وإهلاكه وذهاب أثره (انماع). خامساً: إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة الفتوح وزيادة الخير. فيرغب المسلمون في النزوح عن المدينة ويحثون أهليهم على الهجرة معهم لزيادة وبسط العيش (يبسون). سادساً: وضع البركة في محصولات المدينة وشفاء جوها، وحسن بيئتها وملاءمة مناخها صيفا وشتاء. سابعاً: زيارتها يمن وسعادة، والإقامة فيها يسر وطاعة، وهناءة عيش وراحة ضمير، وشعور بسرور وحبور لفوزها بمسير الأنبياء والأولياء فيها، وقديماً عبدوا الله فيها وذكروه جل وعلا، وسبحوه وأطاعوه فيلزمنا أن نترسم خطاهم، ونتبع مشيهم، ونتبرك بآثارهم لتشملنا رحمة الله ونفوز برضاه. ثامناً: تجنب الإقامة في الأمكنة الخبيثة كعير والجحفة، وكل أمكنة الدعارة والفسق وما فيها من المحارم والموبقات ودور الكفار والفجرة. آداب الحج الآداب: أولاً: أن ينوي الحج ويؤديه خالياً من الرياء والسمعة، وأمور الدنيا كالتجارة وأشباعها. ثانياً: أن يتوجه إلى الله يقلب خالص، ويقطع علائقه من وطنه وما فيه من أهل وولد وصحب ومال. ثالثاً: أن يتوب إلى الله تعالى، ويرد المظالم إلى أهلها، ويهجر المعاصي. رابعاً: أن يختار زادا من طيب حلال، وخير الزاد: التقوى. خامساً: أن يسبح الله تعالى، ويشكره كلما صعد شرفا أو ركب مركباً أو دخل مكانا. سادساً: أن يتذكر عند شرائه ثوبي الإحرام كفنه. سابعاً: أن يلاحظ عند مفارقة وطنه امتثال أمر ربه وإجابة نداء خليله ورؤية بيته. ثامناً: أن يستحضر بمخاوف طريق الحج مخاوف طريق الآخرة. تاسعاً: أن يحمد الله عند دخوله مكة حرماً آمنا أن يؤمنه الله من النار. عاشراً: أن يتذكر عظمة الله وعظمة بيته، ولا يتهاون بحرمة البيت. بل يخشع ويتضرع ويرجو المغفرة والرضوان. الحادي عشر: أن يوقن عند طواف البيت أن المقصود طواف القلب بحضرة الرب متذكراً جلاله وهيبته. الثاني عشر: أن يبايع الله عز وجل على التزام طاعته، وترك عصيانه عند استلام الحجر الأسود. الثالث عشر: أن نقصد عند لزوم الملتزم، وتعلقه بأستار الكعبة التقرب من البيت وربه شوقاً إليهما واستعاذة بهما من النار، موقنا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ولا منجا من حرمانه إلا كرمه وفضله. الرابع عشر: أن يتشبه في تردده بين الصفا والمروة بعبد طلب رضا مولاه وتردد مظهرا إخلاصه. الخامس عشر: أن يذكره عند ازدحام عرفة بالناس: حشر الناس يوم القيامة، طالبا من الله النجاة في عرصات القيامة في الموقف الهائل، راجيا دخوله في شفاعة سيد الأنبياء والمرسلين، وحشره في عباد الله الصالحين وأو ليائه المقربين. السادس عشر: أن ينوي يرمي الجمار: الانقياد لأمر الله تعالى، والتشبه بسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام حين عرض له الشيطان ليفتنه ويلهيه عن القيام بأمر ربه فرماه بالحجارة. السابع عشر: أن يتخير هديه الذي يقربه امتثالا لأمر ربه. =